أيمانكم ، وقال : كذلك حتى فاضت نفسه ، وأمره بشهادة أن لا إله إلّا الله وان محمّداً عبده ورسوله من شهد بها حرّم على النار ... ا ه » (١).
فهذا الحديث الّذي رواه البخاري صريح في أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى عليّاً والمسلمين بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانهم ، حتى فاضت نفسه بين ذراع عليّ وعضده.
بينما روى البخاري نفسه في صحيحه « عن عائشة : انّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مات بين سحرها ونحرها وقالت : متى أوصى إليه » (٢).
فيا تُرى أيّ الحديثين أولى بالاعتبار ؟ على أنّه قد ورد في صحاح الآثار والأخبار ما يدل على وصاية عليّ عليهالسلام عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما ورد أيضاً ما يدل على موته صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو مستند إلى صدر عليّ عليهالسلام (٣).
لكن الّذي يستريب الباحث فيه هو ما ورد في حديث البخاري في الأدب المفرد من تقاعس الإمام عن إحضار الطبَقَ ، وبذلك يكون شأنه شأن من لم يحضر الدواة والكتف ، فالكلّ لم يمتثل أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإن كان في حديث البخاري في الأدب المفرد ما ينمّ عن جهل واضعه حين ذكر الطبَقَ ، ولم يعهد الكتابة عليه ولم يرد في شيء من النصوص ما يدل على انّ الطبَقَ من الأدوات الكتابية ، ودون القارئ المعاجم اللغوية ليرى معاني الطبق فليس بينها ما يشير إلى ذلك.
_______________________
(١) الأدب المفرد / ٥٠ تحق محمّد فؤاد عبد الباقي المطبعة السلفية سنة ١٣٧٥ ه ، ولقد مرّ هذا في الصورة الاُولى من صور الحديث مروياً عن ابن سعد في الطبقات وأحمد بن حنبل في المسند. فراجع.
(٢) راجع كتاب الوصايا من صحيح البخاري ٤ / ٣ ، وصحيح مسلم ٥ / ٧٥.
(٣) أنظر ما رواه ابن سعد في الطبقات ٢ ق ٢ / ٥١.