وأختصموا ، فمنهم من يقول : قرّبوا إليه يكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول : ما قاله عمر ، فلمّا أكثروا اللغو والإختلاف عنده عليهالسلام قال لهم : (قوموا) فقاموا. وتركُ الأمر مفتوحاً لمن شاء ، جَعَل المسلمين طوال عصرهم يختلفون على الخلافة حتى إلى عصرنا هذا بين السعوديين والهاشميين » (١).
فهذا هو السبب الّذي جعلنا نطيل البحث ، ونجترّ المرارة ، ونكرّر ذكر حديث الرزية. ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) (٢).
أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن أنس قال : « ما نفضنا عن رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم الأيدي ـ من دفنه ـ حتى أنكرنا قلوبنا » (٣).
وأخرج ابن حجر في تهذيب التهذيب عن الآجري : « قال عمرو بن ثابت لمّا مات النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كفر الناس إلّا خمسة » (٤).
وقد يستفز هذا الكثير الكثير من القرآء ويطعنون في صحته. ولكن نطمئنهم بأنّ ذلك صحيح وهو ليس بدعاً ممّا أخرجه البخاري في عشرة مواضع من صحيحه من أحاديث الحوض.
وإلى القارئ واحداً منها : « أخرج في صحيحه كتاب التفسير باب ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ
_______________________
(١) يوم الإسلام / ٤١.
(٢) الشعراء / ٢٢٧.
(٣) المصنف لابن أبي شيبة ١٣ / ٣٦٤ ، وابن ماجة في سننه / ١١٩ ، والهيثمي في موارد الضمآن / ٥٣٠.
(٤) تهذيب التهذيب ٨ / ٩.