ركنه الأيسر يقرأ القرآن ، فلمّا قضى أبو بكر السورة سجد سجدتين ثمّ جلس يتشهد ، فلمّا سلّم صلّى النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم الركعة الآخرة ثمّ انصرف » (١).
ج ـ وفي حديث ثالث عنها قالت : « ما مرّت عليَّ ليلة مثل ليلة قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يا عائشة هل طلع الفجر ؟ فأقول : لا حتى أذّن بلال بالفجر ، ثمّ جاء بلال فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ما هذا ؟ فقلت : هذا بلال ، فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم : مري أبا بكر فليصل بالناس » (٢). وقال الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : « تضافرت الروايات عن عائشة بالجزم بما يدل على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان هو الإمام في تلك الصلاة » (٣).
ومع ذلك فقد رووا عنها تارة الإشتراك في الإمامة ، كما روى ابن سعد ذلك عنها في الطبقات (٤) فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قاعد.
وأخرى زادت على المشاطرة فجعلت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مأموماً صلّى بصلاة أبي بكر ، وهذا أيضاً قد مرّ عن عائشة ورواه عنها ابن سعد في الطبقات (٥) فلماذا الإختلاف منها في كيفية صلاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
_______________________
(١) نفس المصدر ٢ ق ٢ / ٢٠.
(٢) مجمع الزوائد ٩ / ٣٥.
(٣) فتح الباري ٢ / ١٢٣.
(٤) طبقات ابن سعد ٢ ق ٢ / ١٩.
(٥) نفس المصدر ٢ ق ٢ / ٢٠.