ويؤيد قول ابن الإسكافي في تنحية أبي بكر قول محمّد بن إبراهيم الراوي لحديث الصلاة بأمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد روى ابن سعد حديثه في الطبقات ـ إلى أن قال ـ : « فلم يشعر أبو بكر حتى وضع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يده بين كتفيه فنكص أبو بكر وجلس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن يمينه » (١).
فلماذا دفعه وهو الّذي أمره ؟ ولماذا نكص هو الآخر ما دام قد صلّى بأمر منه ؟ فهذه هي التنحية الّتي قالها ابن الإسكافي.
٨ ـ لماذا أثارت مسألة الصلاة خلافاً وتسابقاً بين الزوجتين عائشة وحفصة ؟ فما دام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هو صاحب الحقّ في التعيين فليس من حق أيّ إنسان أن يفرض رأيه ـ ولنقل بتهذيب العبارة ـ يعرض رأيه عليه حتى يسبّب له ازعاجاً فيقول لهن : « إنكن لصواحب يوسف » (٢).
وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد في شرح قوله عليهالسلام : ومن كلام له خاطب به أهل البصرة على جهة إقتصاص الملاحم : (فمن استطاع عند ذلك أن يعتقل نفسه على الله فليفعل ... ، وأمّا فلانة فأدركها رأي النساء وضغنٌ غلا في صدرها كمرجل القينَ ، ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إليّ لم تفعل ، ولها بعد حرمتها الأولى والحساب على الله).
قال الشارح : « وأمّا الضغن فاعلم انّ هذا الكلام يحتاج إلى شرح وقد كنت قرأته على الشيخ أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني رحمهالله أيام اشتغالي عليه بعلم الكلام ، وسألته عمّا عنده فأجابه بجواب طويل أنا أذكر محصوله بعضه بلفظه وبعضه بلفظي ، فقد شذ عني الآن لفظه كلّه بعينه ...ثمّ ذكر كلامه إلى أن
_______________________
(١) طبقات ابن سعد ٢ ق ٢ / ٢٢.
(٢) أنظر طبقات ابن سعد ٢ ق ٢ / ٢١ ، وقارن البخاري ١ / ١٣٩ ط بولاق.