بمضمر ، وليس بحال من الكتاب لأن قوله ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ) معطوف على ( أَنْزَلَ ) فهو داخل في حيز الصلة فمن جعله حالا من الكتاب يكون فاصلا بين الحال وذي الحال ببعض الصلة ، وذلك غير جائز ، والتقدير : ولم يجعل له عوجا جعله قَيِّماً ، لأنه إذا نفى عنه العوج فقد ثبت له الِاسْتِقَامَة ، وجمع بينهما للتأكيد.
والْقَوْمُ في كلام المحققين من اللغويين : الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه ، قال زهير :
وما أدري وسوف إخال أدري |
|
أقَوْمٌ آل حصن أم نساء |
قال تعالى ( لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ ) [ ٤٩ / ١١ ].
وجمع الْقَوْم : أَقْوَام ، وجمع الجمع : أَقَاوِم. نص على ذلك الجوهري وغيره. سموا بذلك لِقِيَامِهِمْ بالعظائم والمهمات.
وعن الصنعاني وربما دخل النساء تبعا لأن قَوْمَ كل نبي رجال ونساء.
وقَوْمُ الرجل : أقرباؤه والذين يجتمعون معه في حد واحد. وقد يعم الرجل من الأجانب فيسميه قَوْمَهُ توسعا للمجاورة.
وقوله ( يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) [ ٣٦ / ٢٠ ] قيل كان مُقِيماً بينهم ، ولم يكن منهم. وقيل كانوا قَوْمَهُ.
ويذكر الْقَوْم ويؤنث ، يقال قَامَ الْقَوْمُ وقَامَتِ الْقَوْمُ. قال في المصباح : وكذلك اسم كل جمع لا واحد له من لفظه كرهط ونحوه.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الْجَنَّةُ » يريد بذلك التهجد وعبادة الله تعالى.
ومنه الدُّعَاءُ « طَالَ هُجُوعِي » أي نومي « وَقَلَ قِيَامِي » أي طاعتي لك وعبادتي إياك. وهذا قِوَام الأمر بالفتح والكسر أي عماده الذي يَقُومُ به وينتظم. وتقلب الواو ياء جوازا مع الكسرة ، بل منهم من يقتصر على الكسر.
ومنه قوله تعالى ( جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً ) [ ٤ / ٤ ].
وَفِي الدُّعَاءِ « أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ