ونحو ذلك.
قوله ( ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ) [ ٦٨ / ٢ ] قال المفسر : تقديره « ما أنت بمجنون ، مُنْعَماً عليك بذلك » وهو جواب لقولهم ( يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) [ ١٥ / ٦ ] فيكون ( بِنِعْمَةِ رَبِّكَ ) في محل النصب على الحال (١).
قوله ( وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ ) [ ٢ / ٢١١ ] أي الدين والإسلام.
قوله ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ) [ ١٦ / ٨٣ ].
وقوله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) [ ١٤ / ٢٨ ]
قَالَ الصَّادِقُ عليهالسلام : « نَحْنُ وَاللهِ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ ، وَبِنَا فَازَ مَنْ فَازَ ».
قوله ( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) [ ١٠٢ / ٨ ] قيل يعني كفار مكة ، كانوا في الدنيا في الخير والنِّعْمَةِ ، فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه ، إذ لم يشكروا رب النَّعِيم ، حيث عبدوا غيره.
وقال الأكثرون : المعنى « لتسألن يا معاشر المكلفين عن النَّعِيم ».
قَالَ قَتَادَةُ « إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ عَمَّا أَنْعَمَ عَلَيْهِ » وقِيلَ « الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » وقِيلَ هُوَ « الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ » وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ع
وقِيلَ « يُسْأَلُ عَنْ كُلِ نِعْمَةٍ إِلَّا مَا خَصَّهُ الْحَدِيثُ وَهُوَ ثَلَاثَةٌ ، لَا يُسْأَلُ عَنْهَا الْعَبْدُ : خِرْقَةٌ تُوَارِي عَوْرَتَهُ ، وَكِسْرَةٌ تَسُدُّ جَوْعَتَهُ ، وَبَيْتٌ يَكُنُّهُ عَنِ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ ».
وَرَوَى الْعَيَّاشِيُّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ : « سَأَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَبَا حَنِيفَةَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا النَّعِيمُ عِنْدَكَ يَا نُعْمَانُ؟ قَالَ : القُوتُ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالْمَاءُ الْبَارِدُ! فَقَالَ : لَئِنْ أَوْقَفَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى سَأَلَكَ عَنْ كُلِّ أَكْلَةٍ أَكَلْتَهَا ، وَشَرْبَةٍ شَرِبْتَهَا لَيَطُولَنَّ وُقُوفُكَ بَيْنَ يَدَيْهِ! قَالَ : فَمَا النَّعِيمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ : نَحْنُ ـ أَهْلَ
__________________
(١) جوامع الجامع ص ٥٠٣. النّقل من قوله : قال المفسّر ، يعني به الشّيخ الطّبرسيّ.