ومنه قول زهير :
تفانوا ودقوا بينهم عطر مَنْشِم (١).
( نظم )
النِّظَام بالكسر : الخيط الذي يُنْظَمُ به اللؤلؤ.
ويقال نَظَمْتُ الخرز من باب ضرب : جمعته في سلك وهو النِّظَام ، وَمِنْهُ « أَنْتَ أَسَاسُ الشَّيْءِ وَنِظَامُهُ ».
ونَظَمْتُ الأمر فَانْتَظَمَ أي أقمته فاستقام.
وهو على نِظَامٍ واحد أي على نهج واحد غير مختلف.
ونَظْمُ القرآن : تأليف كلماته مترتبة المعاني متناسقة الدلالات ، بحسب ما يقتضيه العقل (٢)
( نعم )
قوله تعالى ( نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ) [ ٤ / ٥٧ ] أي نِعْمَ شيئا يعظكم به ، فتكون ما نكرة منصوبة (٣) موصوفة ب ( يَعِظُكُمْ ). أو نِعْمَ الشيء الذي يعظكم به ، فتكون مرفوعة (٤) موصولة ، والمخصوص بالمدح محذوف أي نِعْمَ ما يعظكم به ذاك ، وهو المأمور به ، من أداء الأمانات ، والحكم بالعدل.
قوله ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ) [ ٢ / ٢٧١ ] أي نِعْمَ شيئا هي ( وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) [ ٢ / ٢٧١ ] قال بعض المفسرين : دلت الآية على أن إظهار الصدقة حسن في نفسه ، وأن إخفائها أفضل لأنه لا معنى للخيرية إلا الأفضلية عند الله. قيل : هي للعموم لكل صدقة لأنه جمع معرف باللام ، وهي للعموم بلا خلاف ، وبذلك جاء الْحَدِيثُ « صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَتَدْفَعُ الْخَطِيئَةَ ، وَتَدْفَعُ سَبْعِينَ بَاباً مِنَ الْبَلَاءِ »
__________________
(١) أوله : تداركتم عبسا وذبيان بعد ما.
(٢) ويستسيغه الذوق السليم.
(٣) بناء على أنها تميز للضمير المبهم المستتر.
(٤) فاعلا لنعم.