أَبِي أَبْطَأَ عَلَيَّ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فِي طَلَبِهِ فَإِذَا هُوَ فِيهِ سَاجِدٌ ، فَسَمِعْتُ خَنِينَهُ وَهُوَ يَدْعُو » الْخَنِينُ : ضرب من البكاء ، دون الانتحاب ، وأصله خروج الصوت من الأنف كالحنين من الفم.
وقد خَنَ الرجل يَخِنُ.
والْخَنْخَنَةُ : أن لا يبين كلامه فَيَتَخَنْخَنَ في خياشيمه.
( خون )
قوله تعالى ( يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ) [ ٤٠ / ١٩ ] خَائِنَةُ الأعين : صفة للنظرة أي يعلم النظرة المسترقة إلى ما لا يحل.
والْخَائِنَةُ : مصدر مثل الْخِيَانَةِ.
قوله ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) [ ٦٦ / ١٠ ] الآية.
قوله ( فَخانَتاهُما ) أي بالنفاق ، والتظاهر على الرسولين ، فامرأة نوح قالت لقومه : إنه لمجنون ، وامرأة لوط دلت على ضيفانه.
وَقِيلَ خَانَتَاهُمَا بِالنَّمِيمَةِ إِذَا أُوحِيَ إِلَيْهِمَا أَفْشَتَاهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ.
ولا يجوز أن يراد بِالْخِيَانَةِ : الفجور ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا زَنَتْ امْرَأَةُ نَبِيٍّ قَطُّ ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ التَّنْفِيرِ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَإِلْحَاقِ الْوَصْمَةِ بِهِ.
قال المفسر : في طي التمثيلين تعريض بزوجتي رسول الله صلىاللهعليهوآله المذكورتين في أول السورة ، وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده ، لما في التمثيل من ذكر الكفر وإشارة إلى أن من حقهما أن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فإن ذلك الفضل لا ينفعهما إلا أن تكونا مؤمنتين مخلصتين ، والتعريض بحفصة أكثر ، لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
قوله ( يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ ) [ ٤ / ١٠٧ ] أي يَخُونُ بعضهم بعضا ، يقال اخْتَانَ نفسه
__________________
(١) الشيخ الطبرسي : جوامع الجامع : ص ٥٠٠.