وقيل ليرفع احتمال التَّدَايُنِ من المجازاة ، كقولهم « كما تَدِينُ تُدَانُ » كذا عن بعض المفسرين.
قوله ( ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ) [ ١٢ / ٧٦ ] أراد بالملك : ملك مصر ، لأن دِينَهُ الضرب ، وتغريم ضعف ما أخذ ، دون الاسترقاق الذي هو شرع يعقوب عليهالسلام.
والدِّينُ هو وضع إلهي لأولي الألباب يتناول الأصول والفروع ، قال تعالى ( إِنَ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) [ ٣ / ١٩ ] قوله ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) [ ١٠٩ / ٦ ].
قال الشيخ أبو علي رحمهالله : قرأ نافع وابن كثير وحفص عن عاصم ( لِيَ ) بفتح الياء ، والباقون بسكونها ، والقراءتان سائغتان (١).
والدِّينُ : الطاعة ، ومنه قوله تعالى ( وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ) [ ١٦ / ٥٢ ] وقوله ( لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ ) [ ٩ / ٢٩ ] أي لا يطيعون طاعة حق.
والدِّينُ : الجزاء ، ومنه قوله تعالى ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) [ ١ / ٣ ] قوله ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ) [ ٣٩ / ٣ ] أي التوحيد.
قوله ( يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ ) [ ٢٤ / ٢٥ ] أي جزاءهم الواجب.
قوله ( إِنَ الدِّينَ لَواقِعٌ ) [ ٥١ / ٦ ] أي الجزاء.
قوله ( ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) [ ٩ / ٣٦ ] أي الحساب المستقيم.
قوله ( لا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ ) [ ٢٤ / ٢ ] أي حكمه الذي حكم به على الزاني.
قوله ( فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها ) [ ٥٦ / ٨٦ ] أي غير مملوكين من دَانَ السلطان الرعية إذا ساسهم ، والضمير في ( تَرْجِعُونَها ) للنفس ، وهي الروح وفي ( أَقْرَبُ إِلَيْهِ ) [ ٥٦ / ٨٥ ] إلى المحتضر.
المعنى : فما لكم لا ترجعون الروح إلى البدن ، بعد بلوغها الحلقوم ، إن لم يكن ثم قابض ، ( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ).
قوله لَمَدِينُونَ [ ٣٧/٥٣ ] أي
__________________
(١) الشيخ الطبرسي : مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٥١ بتصرف يسير.