قال تعالى ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) [ ٦٨ / ٩ ].
ومنه حَدِيثُ الْحَقِّ تَعَالَى لِعيسى عليهالسلام « قُلْ لِمَنْ تَمَرَّدَ عَلَيَّ بِالْعِصْيَانِ ، وَعَمِلَ بِالْإِدْهَانِ لِيَتَوَقَّعْ عُقُوبَتِي ».
ومثله فِي حَدِيثِ الْبَاقِرِ عليهالسلام حَيْثُ قَالَ : « أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى شُعَيْبٍ النَّبِيِّ عليهالسلام أَنِّي مُعَذِّبٌ مِنْ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ ، أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ ، وَسِتِّينَ أَلْفاً مِنْ خِيَارِهِمْ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ ، فَمَا بَالُ الْأَخْيَارِ؟ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي ، وَلَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي ».
والْإِدْهَانُ : النفاق وترك المناصحة والصدق.
والْمُدَاهَنَةُ : المساهلة.
والدُّهْنُ بالضم : معروف.
ودُهْنُ : حي من اليمن ينسب إليهم عمار الدُّهْنِي.
والدَّهْنَاءُ : موضع ببلاد تميم.
( دهقن )
فِي الْحَدِيثِ « فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِمَاءِ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ » الدِّهْقَانُ بتثليث الدال ـ وإن كان الضم أشهر الثلاثة ـ : رئيس القرية ومقدم أصحاب الزراعة ، يصرف ويمنع من الصرف ، ونونه أصلية لقولهم « تَدَهْقَنَ » و « له دَهْقَنَةً موضع كذا ».
وقيل زائدة من الدَّهْقِ : الامتلاء.
فعلى الأول وزنه فعلال مصروفا ، وعلى الثاني فعلان غير مصروف.
( دين )
قوله تعالى ( إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) [ ٢ / ٢٨٢ ] أي تعاملتم بِالدَّيْنِ إما بالسلم أو النسيئة أو الإجارة أو كل معاملة أحد العوضين فيها مؤجل إلى أجل مسمى ( فَاكْتُبُوهُ ).
ويفهم من الآية أنَ الدَّيْنَ لغة هو القرض ، وثمن المبيع ، فالصداق أو الغصب ونحوه ليس بِدَيْنٍ لغة بل شرعا على التشبيه ، لثبوته واستقراره في الذمة.
إن قيل : قوله ( بِدَيْنٍ ) غير محتاج إليه لأن الدَّيْنَ معلوم من لفظ ( تَدايَنْتُمْ )! قيل : ذكره تأكيدا كقوله ( طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ) ،