عَلَى يَدَيْهِ الْأَرْضَ ، وَقِيلَ كَانَتْ أُمُّهُ آدَمِيَّةً وَكَانَ أَبُوهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليهالسلام وَقَدْ سُئِلَ عَنْهُ « أَنَبِيٌّ هُوَ أَمْ مَلِكٌ؟ فَقَالَ : عَبْدٌ صَالِحٌ أَحَبَّ اللهَ فَأَحَبَّهُ ، وَنَصَحَ لِلَّهِ فَنَصَحَ لَهُ ».
قِيلَ : سُمِّيَ بِذِي الْقَرْنَيْنِ ، لِأَنَّهُ لَمَّا بَعَثَهُ اللهُ إِلَى قَوْمِهِ ضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الْأَيْمَنِ فَأَمَاتَهُ اللهُ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ ، ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الْأَيْسَرِ فَأَمَاتَهُ اللهُ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ ، ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَمَلَّكَهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا مِنْ حَيْثُ تَطْلُعُ الشَّمْسُ إِلَى حَيْثُ تَغِيبُ (١).
يُقَالُ : « مَلَكَ الدُّنْيَا مُؤْمِنَانِ وَكَافِرَانِ الْمُؤْمِنَانِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَذُو الْقَرْنَيْنِ وَالْكَافِرَانِ هُمَا نُمْرُودُ وَبُخْتُ النَّصَّرِ ».
وفي حديث علي عليهالسلام ما يؤيد الوجه المذكور في التسمية ، حيث قَالَ عِنْدَ ذِكْرِ قِصَّةِ ذِي الْقَرْنَيْنِ « وَفِيكُمْ مِثْلُهُ » ويعني نفسه عليهالسلام ، لأنه ضرب على رأسه ضربتين : يوم الخندق.
وقِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ ذَا ضَفِيرَتَيْنِ.
وَقِيلَ : لِأَنَّهُ بَلَغَ قُطْرَيِ الْأَرْضِ.
وَقِيلَ : لِأَنَّهُ كَانَ كَرِيمَ الطَّرَفَيْنِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ شَرَفٍ ، مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ.
وَقِيلَ : لِأَنَّهُ انْقَرَضَ فِي وَقْتِهِ قَرْنَانِ مِنَ النَّاسِ وَهُوَ حَيٌّ.
وَقِيلَ : لِأَنَّهُ دَخَلَ النُّورَ وَالظُّلْمَةَ.
وَقِيلَ : لِأَنَّهُ أُعْطِيَ عِلْمَ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ.
ومِمَّا يُنْقَلُ « أَنَّ أَبَاهُ كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الْأَرْضِ بِعِلْمِ النُّجُومِ ، وَلَمْ يُرَاقِبْ أَحَدٌ الْفَلَكَ مَا رَاقَبَهُ ، وَكَانَ قَدْ مَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْأَجَلِ.
فَقَالَ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِزَوْجَتِهِ : قَدْ قَتَلَنِي السَّهَرُ فَدَعِينِي أَرْقُدْ سَاعَةً وَانْظُرِي فِي السَّمَاءِ فَإِذَا رَأَيْتَ قَدْ طَلَعَ فِي هَذَا الْمَكَانِ
__________________
(١) إن صحّت هذه الأحاديث فهي تتنافى وكون ذي القرنين هو الإسكندر المقدوني أو الروماني ، وكلاهما ظالمان طاغيان لا يصلحان لهذا المقام.