ولذلك نسبها إلى القلوب ، ويلزم من ذلك الاعتقاد شدة التحرز من الوقوع فيها ، وجعلها كالشيء المحتمي
قوله : ( وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ) [ ٦ / ١٤٦ ] الآية قد تقدم شرحها في « ظفر ».
قوله : ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ) [ ٤ / ١٥٩ ] رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعْفُورٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ « مَنْ زَرَعَ حِنْطَةً فِي أَرْضٍ فَلَمْ تَزْكُ فِي أَرْضِهِ وَزَرْعِهِ ، وَخَرَجَ زَرْعُهُ كَثِيرَ الشَّعِيرِ فَبِظُلْمٍ عَمِلَهُ فِي رَقَبَةِ الْأَرْضِ ، وَبِظُلْمِ زُرَّاعِهِ وَأَكَرَتِهِ ، لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ).
والحُرْمَةُ : ما وجب القيام به ، وحرم التفريط فيه. وأصل التَّحْرِيمِ : المنع.
ومنه قوله ( وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ ) [ ٢٨ / ١٢ ].
قوله : ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) [ ٦٦ / ١ ] أي من ملك يمين.
رُوِيَ « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآله خَلَا بِمَارِيَةَ فِي يَوْمِ عَائِشَةَ ، وَعَلِمَتْ بِذَلِكَ حَفْصَةُ ، فَقَالَ لَهَا : اكْتُمِي عَلَيَّ وَقَدْ حَرَّمْتُ مَارِيَةَ عَلَى نَفْسِي وَاسْتَكْتَمَهَا فَلَمْ تَكْتُمْ وَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ الْخَبَرَ ، وَحَدَّثَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِيَّاهَا بِذَلِكَ ، فَأَطْلَعَ اللهُ نَبِيَّهُ عَلَى ذَلِكَ فَطَلَّقَهَا ، وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فِي بَيْتِ مَارِيَةَ ».
قوله : ( إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ ) [ ٣ / ٩٣ ] رُوِيَ « أَنَّهُ حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ لُحُومَ الْإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا لَمَّا اشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا وَهُمَا لَا يُلَائِمَانِهَا ». قيل : فعل ذلك بإشارة الأطباء ، وقيل : إنه نذر إن شفي لم يأكل أحب الطعام إليه وكان ذلك أحبه إليه.
وَفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ : إِنَّ إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَكَلَ مِنْ لَحْمِ الْإِبِلِ هَيَّجَ عَلَيْهِ وَجَعَ الْخَاصِرَةِ فَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ لَحْمَ الْإِبِلِ ، وَذَلِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ فَلَمَّا نُزِّلَتِ التَّوْرَاةُ لَمْ يُحَرِّمْهُ وَلَمْ يَأْكُلْهُ. ويتم البحث في « طعم ».