عَلِيٍّ عليهالسلام ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ (١)
قوله : ( خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ) [ ٢ / ٧ ] أي طبع الله على قلوبهم ومثله ( يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ ) [ ٤٢ / ٢٤ ] من الخَتْمِ وهو الشد وهو الطبع حتى لا يوصل إلى الشيء المختوم عليه.
ومنه خَتَمَ البابَ والكتابَ ومعناه : أنه ختم على قلوبهم أنها لا تؤمن لما علم من إصرارها على الكفر.
وَعَنْ عَلِيٍّ عليهالسلام « سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ فَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ ، لِيُوَافِقَ قَضَاؤُهُ عَلَيْهِمْ عِلْمَهُ فِيهِمْ ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِهِ ( وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ ) [ ٨ / ٢٣ ] ».
والخَاتَمُ بفتح التاء ، وكسرها أشهر كما نص عليه البعض : واحد الخَوَاتِيم ، وهو حلقة ذات فص من غيرها ، فإن لم يكن لها فص فهي فَتَخَة ـ بالفاء والتاء والخاء المعجمة ـ كقصبة.
ومحمد خَاتَمُ النبيين يجوز فيه فتح التاء وكسرها ، فالفتح بمعنى الزينة مأخوذ من الخَاتَم الذي هو زينة للابسه. والكسر اسم فاعل بمعنى الآخر.
وتَخَتَّمَ إذا لبس الخاتم.
والخَاتَمُ : الطين الذي يختم به على رءوس الآنية والشمع الذي يختم به الكتاب. وخَتَمْتُ الكتابَ خَتْماً من باب ضرب.
وخَاتِمَةُ العمل : آخره.
وَمِنْهُ الدُّعَاءُ « اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ خَاتِمَةَ عَمَلِي ».
وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِيَامِ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ».
وخَتَمْتُ القرآن : حفظت خاتمه وهو آخره ، والمعنى حفظته جميعه.
وَفِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَسْلَمَ دَرَاهِمَ فِي خَمْسَةِ مَخَاتِيمَ حِنْطَةٍ أَوْ شَعِيرٍ » كأنه يريد بِالْمَخَاتِيم ما ختم عليه من صبر الطعام المعلومة الخاتم وهو ما يختم به الطعام من الخشب وغيره.
وَفِي الْخَبَرِ « أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ. يعني القرآن كله.
وَفِيهِ « فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ ». أي
__________________
(١) هو الشيخ أبو علي الطبرسي : مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٥٤.