بِالرَّغْمِ مِنَّا مَا نَرَى بِكِ يَا خَدِيجَةُ ».
والمُرَاغَمَةُ : الهجران والتباعد والمغاضبة. ومنه الْحَدِيثُ « مَنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَى عليهالسلام مَعَ أَبِيهِ الَّذِي هُوَ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ فَمَضَى أَبُوهُ وَهُوَ يُرَاغِمُهُ » أَيْ يُغَاضِبُهُ « حَتَّى بَلَغَا طَرَفَيِ الْبَحْرِ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُلْزِمْ جَبْهَتُهُ وَأَنْفُهُ الْأَرْضَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ الرَّغْمُ » هو بتثليث الراء ما يسيل من الأنف.
وَفِيهِ « وَإِنْ رَغِمَ [ أَنْفُ ] أَبِي الدَّرْدَاءِ » (١) أي وإن ذل وكره.
وَفِيهِ « رَغِمَ أَنْفِي لِلَّهِ » أي ذل وانقاد.
وَفِيهِ « السِّقْطُ يُرَاغِمُ رَبَّهُ إِنْ أَدْخَلَ أَبَوَيْهِ النَّارَ » أي يحاجه ويغاضبه. قال بعض الشارحين : هو تخييل نحو « قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ ».
والمُرْغِمَتَانِ في الحديث ـ بكسر المعجمة ـ : سجدتا السهو ، سميتا بذلك لكون فعلهما يرغم أنف الشيطان ويذله ، فإنه يكلف في التلبيس فأضل الله سعيه وأبطل قصده وجعل هاتين السجدتين سببا لطرده وإذلاله.
( رقم )
قوله تعالى ( أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ) [ ١٨ / ٩ ] الآية ، الرَّقِيمُ : لوحان من نحاس مَرْقُومٌ فيهما أي مكتوب أمر الفتية وأمر إسلامهم وما أراد منهم دقيانوس الملك ، وكيف كان أمرهم وحالهم.
والرَّقِيمُ من أسماء الفلك ، سمي به لرقمه بالكواكب كالثوب المنقوش واللوح المكتوب.
والرَّقِيمُ : الكتاب ، وهو فعيل بمعنى مفعول. ومنه قوله تعالى ( كِتابٌ مَرْقُومٌ ) [ ٨٣ / ٩ ].
والرَّقْمُ : كل ثوب رُقِمَ أي وُشِيَ برقم معلوم حتى صار علما.
وَمِنْهُ الْخَبَرُ « كَانَ يَزِيدُ فِي الرَّقْمِ » أي ما يكتب على الثياب من أثمانها لتقع المرابحة عليه.
ورَقَمْتُ الثوبَ من باب قتل : وشيته.
__________________
(١) هكذا في النسخ. والظاهر : أبو الدرداء.