قوله ( قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا ) [ ١١ / ٤٨ ] أي مسلما محفوظا من جهتنا ، أو مسلما عليك مكرما ، كذا ذكره الشيخ أبو علي (١).
قوله : ( لَهُمْ دارُ السَّلامِ ) [ ٦ / ١٢٧ ] أي الجنة. ويقال : دار السَّلَامَة.
وَمِنْهُ « لَبَّيْكَ دَاعِياً إِلَى دَارِ السَّلَامِ لَبَّيْكَ » وسميت الجنة دار السَّلَام ، لأن سكانها سالمون من كل آفة ، ولأنها داره عزوجل ، والسَّلَامُ هو الله. ومنه قوله ( السَّلامُ الْمُؤْمِنُ ).
قال بعض العارفين : معنى « هو السَّلَامُ » أي ذو السلام لأنه هو الذي سلم من كل عيب وآفة ونقص وفناء وقد وجدنا العرب يضعون المصادر موضع الأسماء ، ويصفون بها [ لا ] سيما (٢) إذا أرادوا المبالغة ، والله هو السَّلَامُ : وصف مبالغة في كونه سليما من النقايص.
والسَّلَامُ : التسليم ، يقال سَلَّمْتُ سَلَاماً وتَسْلِيماً.
والتَّسْلِيمِ في قوله تعالى ( وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [ ٣٣ / ٥٦ ] قيل المراد به الانقياد له صلىاللهعليهوآله كما في قوله تعالى ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [ ٤ / ٦٥ ].
وقيل هو « السَّلَامُ عليك أيها النبي » قاله الزمخشري والقاضي في تفسيريهما وذكره الشيخ (٣) في تبيانه. واستصوبه بعض الأفاضل لقضية العطف (٤) ولأنه المتبادر إلى الفهم عرفا.
__________________
(١) الطبرسي في تفسيره المختصر : ( جوامع الجامع ـ سورة هود : ٤٨ ) ص ٢٠٥.
(٢) لم تكن لفظة ( لا ) موجودة في النسخ.
(٣) أبو جعفر الطوسي.
(٤) يعني في الآية عطف قوله : ( وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) على قوله ( صَلُّوا عَلَيْهِ ) فالصلاة عليه هو قول المصلي في تشهده : اللهم صل على محمد وآل محمد ، فيكون قوله ( وَسَلِّمُوا ) إشارة إلى التسليمة المستحبة بعد التشهد : « السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ».