ولكن هلمها. فقال : رجل قال عند موته : كل مملوك لي قديم فهو حر لوجه الله. فقال : نعم ، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « حتى عاد كالعرجون القديم (١) » فما كان من مماليكه أتى له ستة أشهر فهو قديم حر. قال : فخرج الرجل فافتقر حتى مات ولم يكن عنده مبيت ليلة ـ لعنه الله ـ.
( باب )
* ( معنى الحبيس ) *
١ ـ حدثنا أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الرحمن الجعفي ، قال : كنت أختلف إلى ابن أبي ليلى في مواريث وكان يدافعني فلما طال ذلك علي شكوته إلى جعفر ابن محمد عليهماالسلام فقال : أو ما علم أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر برد الحبيس (٢) وإنفاذ المواريث؟ قال : فأتيته ففعل كما كان يفعل ، فقلت له : إني شكوتك إلى جعفر بن محمد عليهماالسلام فقال لي : كيت وكيت ، فحلفني ابن أبي ليلى أنه قال ذلك لك ، فحلفت له فقضى لي بذلك.
٢ ـ أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد الرازي ، عن بكر بن صالح ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عيينة البصري قال : كنت شاهدا عند ابن أبي ليلى وقضى في رجل جعل لبعض قرابته غلة دار ولم يوقت لهم وقتا فمات الرجل فحضر ورثته ابن أبي ليلى وحضر قريبه الذي جعل له الدار ، فقال ابن أبي ليلى : أرى أن أدعها على ما تركها صاحبها. فقال له محمد بن مسلم الثقفي : أما إن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قضى في هذا المسجد بخلاف ما قضيت. قال : وما علمك؟ قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : قضى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه برد الحبيس وإنفاذ المواريث. فقال ابن أبي ليلى : هو عندك في كتاب؟ قال : نعم. قال : فأرسل إليه
__________________
(١) يس : ٣٩. والعرجون : أصل العذق الذي يعوج ويبقى على النخل يابسا بعد أن تقطع عنه الشماريخ وفى اللغة : الشمروخ : العذق عليه بسر أو عنب.
(٢) الحبيس ـ فعيل بمعنى مفعول ـ أي المحبوس. ويأتي معناه من المؤلف ـ رحمهالله ـ.