رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل. قال : فأمر به فأقيمت فيه سواري جذوع النخل ، ثم طرحت عليه العوارض والخصف والإذخر (١) فعاشوا فيه حتى أصابتهم الأمطار فجعل المسجد يكف عليهم (٢) ، فقالوا : يا رسول الله لو أمرت به فطين. فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا ، عريش (٣) كعريش موسى ، فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان جداره قبل أن يظلل قدر قامة فكان إذا كان الفيئ ذراعا وهو قدر مربض عنز صلى الظهر فإذا كان الفيئ ذراعين وهو ضعف ذلك صلى العصر ، قال : وقال : السميط لبنة لبنة ، والسعيدة لبنة ونصف ، والأنثى والذكر لبنتان مخالفتان.
( باب )
* ( معنى الجهاد الأكبر ) *
١ ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ـ رضياللهعنه ـ قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : أخبرني محمد بن يحيى الخزاز ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث سرية فلما رجعوا قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر قيل : يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال : جهاد النفس ، وقال عليهالسلام أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه.
( باب )
* ( معنى أول النعم وبادئها ) *
١ ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن ـ رضياللهعنهما ـ قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن الكوفي ، وأبو يوسف يعقوب
__________________
(١) الأذخر : نبات طيب الرائحة. والحشيش الأخضر.
(٢) أي يقطر.
(٣) العريش : البيت الذي يستظل به ولفظة « لا » منقطعة عما بعدها والمعنى لا أجوز لكم هذا وما ينبغي عريش إلا كعريش موسى عليهالسلام.