( باب )
* ( معنى الشفر وفيض النفس ) *
١ ـ حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ـ رضياللهعنه ـ بالري في رجب سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثنا محمد بن يونس ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله أبو صالح الطويل التمار البصري جليس سليمان بن حرب ، قال : حدثنا إسماعيل بن قيس ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبي حازم ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه قال : لما كان يوم أحد بعثني رسول الله صلىاللهعليهوآله في طلب سعد بن الربيع وقال لي : إذا رأيته فأقرئه مني السلام وقل له : كيف تجدك؟ قال : فجعلت أطلبه بين القتلى حتى وجدته بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم فقلت له : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله يقرء عليك السلام وهو يقول : كيف تجدك؟ فقال : سلم على رسول الله عليه وآله وقل لقومي الأنصار : لا عذر لكم عند الله إن وصل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وفيكم شفر يطرف. وفاضت نفسه.
قال مصنف هذا الكتاب ـ رحمهالله ـ : سمعت أبا العباس يقول : قال أبو بكر محمد ابن القاسم الأنباري : قوله : « وفيكم شفر يطرف » الشفر واحد أشفار العين وهي حروف الأجفان التي تلتقي عند التغميض ، والأجفان أغطية العينين من فوق ومن تحت ، والهدب الشعر النابت في الأشفار ، وشفر العين مضموم الشين. ويقال : « ما في الدار شفر » بفتح الشين يراد به أحد ، قال الشاعر :
فوالله ما تنفك منا عداوة |
|
ولا منهم ما دام من نسلنا شفر |
وقوله : « فاضت نفسه » معناه : مات. قال أبو العباس : قال أبو بكر ابن الأنباري.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا نصر بن علي قال : أخبرنا الأصمعي ، عن ابن عمرو بن العلاء ، قال : يقال « فاظ الرجل » إذا مات ولا يقال : « فاظت نفسه » ولا « فاضت نفسه ». وحدثنا أبو العباس ، قال : حدثنا ابن الأنباري ، قال : حدثنا عبد الله بن خلف ، قال : حدثنا صالح بن محمد بن دراج ، قال : سمعت أبا عمرو الشيباني يقول : يقال :