( باب )
* ( معنى الاستواء على العرش ) *
١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، قال : حدثني مقاتل بن سليمان ، قال : سألت جعفر ابن محمد عليهماالسلام عن قول الله عزوجل : « الرحمن على العرش استوى (١) » قال : استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ (٢).
( باب معنى العرش والكرسي )
١ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي ، قال : حدثنا علي بن حاتم المنقري ، عن المفضل بن عمر قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن العرش والكرسي ما هما؟ فقال : العرش في وجه هو جملة الخلق والكرسي وعاؤه ، وفي وجه آخر العرش هو العلم (٣) الذي اطلع الله عليه أنبياءه ورسله وحججه ، والكرسي هو العلم الذي لم يطلع [ الله ] عليه أحدا من أنبيائه ورسوله وحججه عليهمالسلام.
__________________
(١) طه : ٥.
(٢) فيه إشارة إلى معيته القيومية واتصاله المعنوي بكل شئ على السواء على الوجه الذي لا ينافي أحديته وقدس جلاله وإلى إفاضة رحمته العامة على الجميع على نسبة واحده وإحاطة علمه بالكل بنحو واحد وقربه من كل شئ على نهج سواء واما اختلاف المقربين كالأنبياء والأولياء من المبعدين كالشياطين والكفار في القرب والبعد فليس من قبله سبحانه. ( قاله الفيض رحمهالله )
(٣) يمكن أن يكون المراد بهذا العلم العلم الفعلي بقرينة قوله عليهالسلام قبيل هذا : « العرش في وجه هو جملة الخلق » فهو من وجه علم ومن وجه آخر معلوم لكن المستفاد من سائر الروايات الواردة في العرش انه مرتبة من الوجود عالية تحيط بجل المخلوقات وهي لا تنفك عن العلم فافهم وبناء على هذا فالمراد بكونه جملة الخلق بوجه اشتماله على ما تحته من المخلوقات وانطواء المراتب الضعيفة فيه. ( م ).