٢ ـ حدثنا أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد. عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : « وسع كرسيه السماوات والأرض » قال : علمه (١).
( باب معنى اللوح والقلم )
١ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني ، قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي ، قال : حدثنا علي بن حاتم المنقري ، عن إبراهيم الكرخي ، قال : سألت جعفر بن محمد عليهماالسلام عن اللوح والقلم. فقال : هما ملكان.
__________________
(١) اعلم أن الاستواء يطلق على معان :
الأول : الاستقرار والتمكن على الشئ.
الثاني : قصد الشئ والاقبال إليه.
الثالث : الاستيلاء على الشئ ، قال الشاعر :
قد استوى بشر على العراق |
|
من غير سيف ودم مهراق |
الرابع : الاعتدال ، يقال : سويت الشئ فاستوى.
الخامس : المساواة في النسبة.
فاما المعنى الأول فيستحيل على الله تعالى لما ثبت بالبراهين العقلية والنقلية من استحالة كونه تعالى مكانيا ، فمن المفسرين من حمل الاستواء في هذه الآية على الثاني أي أقبل على خلقه وقصد إلى ذلك وقد ورد أنه سئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن هذه الآية فقال : الاستواء : الاقبال على الشئ ونحو هذا قاله الفراء والزجاج في قوله تعالى : « ثم استوى إلى السماء ». والأكثرون منهم حملوها على الثالث استوى أي استولى عليه وملكه ودبره. قال الزمخشري : « لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك لا يحصل الا مع الملك جعلوه كناية عن الملك فقالوا : استوى فلان على السرير يريدون ملكه وان لم يقعد البتة وإنما عبروا عن حصول الملك بذلك لأنه أصرخ وأقوى في الدلالة من أن يقال : فلان ملك ونحوه قولك : « يد فلان مبسوطة » و « يد فلان مغلولة » بمعنى أنه جواد أو بخيل لا فرق بين العبارتين الا فيما قلت حتى أن من لم يبسط يده قط بالنوال أو لم يكن له يد رأسا وهو جواد قيل فيه يده مبسوطة ، لأنه لا فرق عندهم بينه وبين قولهم « جواد ». انتهى