أنه قال : قوله : « أعنان الشياطين » أعنان كل شئ نواحيه وأما الذي يحكيه أبو عمرو فأعنان الشئ نواحيه قالها أبو عمرو وغيره فإن كانت الأعنان محفوظة فأراد أن الإبل من نواحي الشيطان أي أنها على أخلاقها وطبائعها وقوله : « لا تقبل إلا مولية ولا تدبر إلا مولية » فهذا عندي كالمثل الذي يقال فيها : « إنها إذا أقبلت أدبرت وإذا أدبرت أدبرت » وذلك لكثرة آفاتها وسرعة فنائها وقوله : لا يأتي خيرها إلا من جانبها الأشأم » يعني الشمال ، يقال لليد الشمال : « الشؤم » ومنه قول الله عزوجل : وأصحاب المشأمة يريد أصحاب الشمال ومعنى قوله لا يأتي نفعها إلا من هناك يعني أنها لا تحلب ولا تركب إلا من شمالها وهو الجانب الذي يقال له : الوحشي في قول الأصمعي لأنه الشمال. قال : والأيمن هو الإنسي (١) ، وقال بعضهم : لا ، ولكن الإنسي (٢) هو الذي يأتيه الناس في الاحتلاب والركوب ، والوحشي هو الأيمن لان الدابة لا تؤتي من جانبها الأيمن إنما تؤتى من الأيسر. قال أبو عبيد : فهذا هو القول عندي وإنما الجانب الوحشي الأيمن لان الخائف إنما يفر من موضع المخافة إلى موضع الامن. (٣)
( باب )
* ( معنى عاجل بشرى المؤمن ) *
١ ـ حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الأسدي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن المر زبان ، قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال أخبرنا شعبة ، عن أبي عمران الجوني ، عن عبد الله بن الصامت ، قال : قال أبو ذر ـ رحمة الله عليه ـ قلت : يا رسول الرجل يعمل لنفسه ويحبه الناس. قال : تلك عاجل بشرى المؤمن.
__________________
(١) و (٢) في أكثر النسخ « الأيسر » وهو تصحيف. ( م )
(٣) قال الجزري في نهايته : « في صفة الإبل » ولا يأتي خيرها إلا من جانبها الأشأم يعنى الشمال ومنه قولهم لليد الشمال : الشؤمي تأنيث الأشأم ، يريد بخيرها لبنها لأنها تحلب وتركب من الجانب الأيسر ومنه حديث عدى « فينظر أيمن منه وأشأم منه فلا يرى إلا ما قدم » انتهى