منورا أربعة آلاف سنة ، ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتا سبعة آلاف سنة إلى أن وضعه الله عزوجل في صلب آدم عليهالسلام ثم نقله من صلب آدم إلى صلب نوح عليهالسلام ثم من صلب إلى صلب حتى أخرجه الله تعالى من صلب عبد الله بن عبد المطلب فأكرمه بست كرامات : ألبسه قميص الرضا ، ورداه برداء الهيبة ، وتوجه بتاج الهداية ، وألبسه سراويل المعرفة ، وجعل تكته تكة المحبة يشد بها سراويله ، وجعل نعله نعل الخوف ، وناوله عصا المنزلة ، ثم قال له : يا محمد اذهب إلى الناس فقل لهم : قولوا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، وكان أصل ذلك القميص من ستة أشياء : قامته من الياقوت ، و كماه (١) من اللؤلؤ ، ودخريصه (٢) من البلور الأصفر ، وإبطاه من الزبرجد ، وجربانه (٣) من المرجان الأحمر ، وجيبه من نور الرب ـ جل جلاله ـ فقبل الله توبة آدم عليهالسلام بذلك القميص ، ورد خاتم سليمان به ، ورد يوسف إلى يعقوب به ، ونجى يونس من بطن الحوت به ، وكذلك سائر الأنبياء عليهمالسلام أنجاهم من المحن به ولم يكن ذلك القميص إلا قميص محمد صلىاللهعليهوآله.
( باب )
* ( معنى قول أمير المؤمنين عليهالسلام لعثمان « ان قلت لم ) *
* ( أقل الا ما تكره وليس لك عندي الا ما تحب ) *
١ ـ حدثنا أحمد بن يحيى المكتب ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الوراق ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبان بن مهران ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي سعيد الوراق ، قال : حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ، قال : حدثنا يونس بن أبي يعقوب (٤) العبدي ، عن أبيه ، عن قنبر مولى علي عليهالسلام قال : دخلت مع علي بن أبي طالب عليهالسلام على عثمان بن عفان فأحبا
__________________
(١) الكم ـ بضم الكاف ـ : مدخل اليد ومخرجه من الثوب.
(٢) الدخريص ـ بالكسر ـ : لبنة القميص.
(٣) الجربان ـ بكسرتين أو ضمتين ـ : طوق القميص.
(٤) في بعض النسخ [ أبى يعفور ].