( باب )
* ( معنى الموازين التي توزن بها أعمال العباد ) *
١ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني ، قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي ، قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي ، قال : حدثني (١) علي بن حاتم المنقري ، عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : « ونضع الموازين القسط ليوم القيمة
__________________
ويحتمل أن يكون المراد معنى الرابع بان يكون كناية عن نفى النقص عنه تعالى من جميع الوجود فيكون قوله تعالى : « على العرش » حالا ولكنه بعيد. وأما معنى الخامس فهو الظاهر من الاخبار.
ثم اعلم أن العرش قد يطلق على الجسم العظيم التي أحاط بسائر الجسمانيات وقد يطلق على جميع المخلوقات وقد يطلق على العلم أيضا كما وردت به الأخبار الكثيرة فإذا عرفت هذا فاما أن يكون عليهالسلام فسر العرش ( في الحديث السابق ) بمجموع الأشياء وضمن استواء ما يتعدى بعلي كالاستيلاء والاستعلاء والاشراف فالمعنى استوت نسبته إلى كل شئ حال كونه مستوليا عليها ، أو فسره بالعلم ويكون متعلق الاستواء مقدرا أي تساوت نسبته من كل شئ حال كونه متمكنا على عرش العلم فيكون إشارة إلى بيان نسبته تعالى وأنها بالعلم والإحاطة أو المراد بالعرش عرش العظمة والجلال والقدرة كما فسر بها أيضا في بعض الأخبار أي استوى من كل شئ مع كونه في غاية العظمة ومتمكنا على عرش التقديس والجلالة والحاصل أن علو قدره ليس مانعا في دنوه بالحفظ والتربية والإحاطة وكذا العكس و على التقادير فقوله : « استوى » خبر وقوله : « على العرش » حال ، ويحتمل أن يكونا خبرين على بعض التقادير ولا يبعد على الاحتمال الأول جعل قوله : « على العرش » متعلقا بالاستواء بان تكون كلمة « على » بمعنى « إلى » ويحتمل على تقدير حمل العرش على العلم أن يكون قوله : « على العرش » خبرا وقوله : « استوى » حالا عن العرش ولكنه بعيد وعلى التقادير يمكن أن يقال : أن النكتة في ايراد الرحمن بيان أن رحمانيته توجب استواء نسبته ايجادا وحفظا وتربية وعلما إلى الجميع بخلاف الرحيمية فإنها تقتضي إفاضة الهدايات الخاصة على المؤمنين فقط وكذا كثير من أسمائه الحسنى تخص جماعة ويؤيد بعض الوجوه التي ذكرنا ما ذكره المؤلف ـ رحمهالله ـ في كتاب العقائد حيث قال : « اعتقادنا في العرش أنه جملة جميع الخلق والعرش وفى وجه آخر هو العلم » ثم ذكر الحديث الذي مر في الباب السابق. ( قاله العلامة المجلسي ـ رحمهالله ـ )
(١) في بعض النسخ [ حدثنا ].