فلما أقبل الناس بفضله على الطلب وتأكدت أسباب إقبالهم على هذا الفن بأنواعه ، الذي يبلغ به الآمل منتهى الأمل والأرب. وتجددت به معاهد العلم بعد الدروس ، وتبينت بإحسانه معالم الفضائل وملازمة الدرس والدروس (١). وأصبحت الأمة إلى الطلب يهرعون ، وتباشر بصدقاته العميمة الشاغلون والمشتغلون (٢) ، وعزا كل منهم وليس شأنه بعد طلب الرزق إلا طلب العلم ؛ لأنه قد أغنته هذه الصدقات الجمة فشمر عن الساعد وأرهف العزم ، فعند ذلك بادرت إلى الشروع في إتمام هذا الكتاب رغبة في انتفاع الطلاب ، وجزيل الأجر والثواب ، وأسهرت الجفن في إكماله ، وأيقظت العزم من سنة الكرى ، وإن كان لم يقف في سائر أحواله ، وتوجهت إلى ذلك مستعينا بالله تعالى ؛ فإنه ذو الفضل الجزيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
__________________
(١) الدروس : الأولى مصدر درس الرسم دروسا : عفا ، ودرسته الريح. والثانية : جمع مفرده درس ويكون للعلم.
(٢) في الأصل : وتباشر بصدقاته المشتغلون. والزيادة من نسخة (ب) ، (ج).