______________________________________________________
الأول : مذهب طائفة منهم الجزولي (١).
قال الأبذي : «وهو مذهب سيبويه (٢) لأنّه جعل لم نفي فعل ولمّا نفي قد فعل».
والثاني : مذهب المبرد وأكثر المتأخرين واختاره المصنف ومن ثمّ قال : وينصرف إلى المضيّ يعني أن معناه هو الذي تغير ، وأن لم ولما إنما دخلتا على لفظ المضارع (٣).
واستدل لمذهب سيبويه (٤) بأنك إذا ناقضت من أوجب قيام زيد ، فقال قام زيد قلت : لم يقم زيد ، وإن قال قد قام زيد ، قلت : لمّا يقم زيد ، والمناقضة إنما تكون بإدخال أداة النفي على ما أوجبه الذي قصدت مناقضة كلامه. وأيضا فإن صرف التغيير إلى جانب اللفظ أولى من صرفه إلى جانب المعنى ؛ لأن المحافظة على المعنى أولى.
قال المصنف (٥) : «وثاني القولين هو الصحيح ـ يعني ما ذهب إليه المبرد (٦) ـ قال : لأنه نظير ما أجمع عليه في الواقع بعد لو وربّما وإذ فإنها صرفت المعنى دون اللّفظ اتفاقا».
وقال أيضا : «إنما قيدت لمّا بالجازمة ؛ لأنها إذا لم تكن جازمة لا يليها فعل مضارع بل ماضي اللفظ والمعنى إن كانت بمعنى حين ، أو ماضي اللفظ مستقبل المعنى إن كانت بمعنى إلا ، كقول الشاعر :
٣٣ ـ قالت له بالله يا ذا البردين |
|
لمّا غنثت نفسا أو اثنتين (٧) |
__________________
(١) انظر (ص ٣٤) من كتاب : المقدمة الجزولية في النحو ، للجزولي (٦٠٧ ه).
(٢) انظر الكتاب (٣ / ١١٧).
(٣) انظر : شرح التسهيل (١ / ٢٨) ورجح المذهب الثاني الرضي في شرحه على الكافية (٢ / ٢٣٢) ، وقال : هو أولى ؛ لأن قلب المعنى أولى وأكثر في كلامهم ، كما ضعف الأول السيوطي في الهمع (١ / ٨) ، وانظر تلميحا لرأي المبرد في المقتضب : (١ / ٤٦).
(٤) القائل : إن الفعل المضارع كان ماضي اللفظ ، وعند دخول لم أو لما عليه تغير لفظه دون معناه.
(٥) انظر : شرح التسهيل (١ / ٢٧).
(٦) وهو الرأي القائل : إن معناه هو الذي تغير دون لفظه.
(٧) البيتان من السريع المشطور الموقوف وهما في معجم الشواهد (ص ٥٤٣) مجهولا القائل.
اللغة : البردان : مثنى برد وهو ثوب مخطط من أكسية العرب ، وذو البردين : لقب عامر بن أحيمر.
غنثت : يقال : غنث غنثا إذا شرب ثم تنفس وهو غير العب ؛ لأن العب هو أن تشرب ثم لا تتنفس. قال الشيباني : الغنث هنا كناية عن الجماع (لسان العرب ص ٣٣٠٥ مادة : غنث).
وشاهده : وقوع لما بمعنى إلا في جواب القسم ، ومن هنا كان الفعل ماضي اللفظ مستقبل المعنى.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ٢٨) ، والتذييل والتكميل (١ / ١٠٣).