______________________________________________________
وأن أخا وأبا قد يشددان :
قال المصنف (١) :
قال الأزهري (٢) : «إنّ تشديد خاء أخ وباء أب لغة وأنّه يقال استأببت فلانا أي اتخذته أبا» (٣).
وأما أخو : فشاهده قول رجل من طيئ :
٥٦ ـ ما المرء أخوك إن لم تلفه وزرا |
|
عند الكريهة معوانا على النّوب (٤) |
وأنشد الفراء :
٥٧ ـ لأخوين كانا أحسن النّاس شيمة |
|
وأنفعه في حاجة لي أريدها (٥) |
__________________
الشرح. وكذا معناه أيضا واضح.
والبيت في شرح التسهيل لابن مالك (١ / ٤٨) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ١٦٤) ، وفي معجم الشواهد (ص ٣٩٥).
(١) انظر شرح التسهيل.
(٢) هو أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح. ولد سنة (٢٨٢ ه) ورد بغداد ، وأسرته القرامطة فبقي فيهم دهرا طويلا ثم اتجه إلى العلم ورواية اللغة والأدب ، فأخذ عن ابن السراج ونفطويه والربيع ابن سليمان ولقي ابن دريد ولم يأخذ عنه ؛ لأنه وجده سكران. وظل كذلك حتى صار رأسا في اللغة وألف التصانيف المشهورة.
مصنفاته : صنف الكتاب المشهور وهو كتاب تهذيب اللغة ، قال صاحب نزهة الألباء فيه : وهو أكبر كتاب صنف في اللغة وأحسنه. وهو مطبوع في خمسة عشر مجلدا مشهورة وله مصنفات أخرى : التقريب في التفسير ، وكتاب علل القراءات وهو مطبوع في جزأين وشرح شعر أبي تمام ، وكتاب تفسير إصلاح المنطق ، مات سنة (٣٧٠ ه).
انظر ترجمته في نزهة الألباء (ص ٣٢٣) ، معجم الأدباء (١٧ / ١٦٤) ، بغية الوعاة (١ / ١٩) ، الأعلام (٦ / ٢٠٢).
(٣) انظر تهذيب اللغة للأزهري (٧ / ٦٢٣) (الدار المصرية للتأليف والنشر تحقيق د / سرحان) إلا أنه عقب على ذلك بقوله : ذكره ابن الكلبيّ ولا أدري ما صحّته.
(٤) البيت من بحر البسيط نسب ـ كما في الشرح ـ لرجل من طيئ دون أن يعين ، وقال صاحب الدرر فيه : (١ / ١١) : لم أقف على قائل هذا البيت.
اللغة : أخوك : أخو على وزن ولو لغة في الأخ. تلفه : من ألفاه إذا وجده. وزرا : عونا وملجأ. معوانا :
منصفا. النّوب : الشدائد جمع نوبة بفتح وسكون.
المعنى : لا يكون الأخ أخا صدوقا إلا إذا وقف بجانبك عند الشدائد ، ويستشهد به على أن أخو لغة في أخ.
وانظر البيت في شرح التسهيل (١ / ٤٥) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ١٥٨) ، وفي معجم الشواهد (ص ٦٢).
(٥) البيت من بحر الطويل وهو في لسان العرب مادة (أخا) ، وفيه يقول ابن منظور :
الأخا : مقصور والأخو لغتان في الأخ حكاهما ابن الأعرابي ، وأنشد لخليج الأعيوي :