______________________________________________________
ومن المشبه بما يعقل : الدواهي والعجائب والأشياء المستعظمة نحو : أصابهم الأمرّون والفتكرون والبرحون (١) ، وعمل بهم العملّين أي الأعمال العجيبة التي كأنها تعلم غاية ما أريد منها ، وقالوا للمطر الذي يعظم شأنه ويعم نفعه : وابلون.
وقوله : علما واضح فنحو رجل وفتى لا يجمع بالواو والنون وإن اجتمعت الشروط لخلوه من العلمية.
ونقل الشيخ على المازني : «أنّه يمنع جمع العلم المعدول كعمر وتثنيته ، فلا يجمع جمع سلامة ولا جمع تكسير وإنه إذا قصد الجمع أو التثنية يقال : جاءني رجلان كلاهما عمر ورجال كلهم عمر» (٢).
وأما قولهم في الحكاية : أيّون. وإنه ليس بعلم فقيل : إنه من باب حرّون فجمع بالواو والنون عوضا عن [١ / ٩٨] النقص المتوهم بالإدغام (٣).
قال الشيخ أيضا (٤) : «أما لو صغّر نحو غلام وفتى لقيل غليّمون وفتيّون وكذا سكران وأحمر إذا صغّرا قيل فيهما : سكيرانون وأحيمرون». ـ
__________________
وهو يصف تفرق الإخوان عنه وبقاء سيفه الماضي معه وسهمه الباتر.
ويستشهد بهما على وصف ما لا يعقل بوصف العاقل في قوله : لها فتية ماضون.
(١) انظر : مجمع الأمثال (٣ / ١١٣) ونصه فيه : لقيت منه الأقورين والفتكرين والبرحين والأمرّون : بفتح الميم وتشديد الراء مضمومة أي الشر والأمر العظيم ، والفتكرون : بكسر الفاء وسكون التاء وفتح الكاف ومعناه الداهية والأمر العجيب. والبرحون بضم الباء وفتح الراء بمعنى ما سبق.
والأقورين في المثل بمعناه أيضا. وقوله : عمل بهم العملّين : هو بكسر العين والميم وتشديد اللام ومعناه : بالغ في أذاهم (انظر القاموس المحيط مواد الكلمات السابقة) وفيها ضوابط أخرى غير ما ذكر.
(٢) انظر : التذييل والتكميل (١ / ٣٠٩) قال أبو حيان بعده : ولا أعلم أحدا منع من تثنيته ولا جمعه ؛ بل يجوز أن تقول : عمران وعمرون. وقالت العرب : سنوا بنا سنّة العمرين ... وإذا كان يثنّى على سبيل التّغليب فلأن يثنّى مع اتفاق اللّفظ والمعنى أولى وأحرى.
(٣) الحرّون : بفتح الحاء وتشديد الراء جمع حرة ولها معان كثيرة. انظر القاموس المحيط : مادة حرر (٢ / ٧) منها الكلمة الكبيرة والعذاب الموجع وموضع وقعة حنين ويروى بالهمزة «أحرّة» مفتوحة ومكسورة.
وفي كتاب سيبويه : (٣ / ٥٩٩): «وزعم يونس أنهم يقولون حرّة وحرّون يشبّهونها بقولهم : أرض وأرضون» وفيه (٣ / ٦٠٠): «وزعم يونس أنهم يقولون أيضا : حرّة وإحرون يعنون الحرار كأنه جمع إحرة ولكن لا يتكلم بها».
(٤) انظر : التذييل والتكميل (١ / ٣٠٩) وهو منقول بالمعنى.