______________________________________________________
وأشار بكسر الفاء وفتحها وضمها إلى ما حكى ابن كيسان عن الكسائي : إن المعوّض من لامه هاء التأنيث إن كان مضموم الأول كقلة وثبة جاز في جمعه الضمّ والكسر وإن كان مفتوح الأول أو مكسورها كسنة ومائة لم يجز في جمعه إلا الكسر (١).
ثم أشار المصنف إلى أن هذا الاستعمال قد يجيء فيما كسر لكنه قليل ، وذلك نحو برة فإنه يقال : برى وبرات وبرون (٢) ، وكذلك ظبة فإنه قيل في جمعها ظبى وظبات وظبون.
وذكر أنه يقال في نحو رقة ، وأراد بذلك ما حذفت فاؤه وعوض عنها : رقون.
قال المصنف : «وهو قليل ، والمحفوظ منه رقة ورقون ولدة ولدون وحشة وحشون. والرقة : الفضة ، واللدة : القرب ، والحشة : الأرض الموحشة» (٣).
ومن الوارد على هذا الاستعمال على قلة : أضاة وإضون ، وإوزة وإوزون ، والأضاة : الغدير ويجمع على إضين بكسر الهمزة وحذف الألف :
قال الشاعر :
١٣١ ـ خلت إلّا أياصرا أو نؤيّا |
|
محافرها كأسرية الإضين (٤) |
__________________
(١) انظر فيما حكاه ابن كيسان عن الكسائي : شرح التسهيل (١ / ٨٣) ، التذييل والتكميل (١ / ٣٢٣) وفي علة تغيير حركة الفاء قيل : ليعلم بذلك أنه قد خرج عن بابه إلى الجمع بالواو والنون.
وفي جمع سنة على سنون جاء الكسر وهو أشهر والضم أيضا (اللسان مادة : سنو).
وأما الأمثلة لما ذكره من كلمات وما سيذكره ستأتي في هذا التحقيق.
(٢) ذكر ذلك كله ابن منظور في لسان العرب : (برى) وقال في معناه : البرة : الخلخال والبرة : الحلقة في أنف البعير. والظبة بعده : حد السيف أو السنان ، قال في القاموس (مادة : ظبي) جمعه : أظب وظبات وظبون بالضم والكسر وظبا كهدى.
(٣) انظر : شرح التسهيل (١ / ٨٤).
(٤) البيت من بحر الوافر ورد في معجم الشواهد (ص ٤١٠) ولم يذكر له إلا مرجعا واحدا ، التصريح على التوضيح (٢ / ٣١٠) ، والبيت في شرح التسهيل لابن مالك (١ / ٨٤) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ٣٢٧) وهو أيضا في أساس البلاغة (مادة : نأي) ، وفي لسان العرب (مادة : أضا) وقد نسب فيهما إلى الطرماح بن حكيم ، سبقت ترجمته. والشاعر في البيت يصف أطلالا.
اللغة : إلّا : أداة استثناء. أياصر : منصوب على الاستثناء وهو جمع أيصر بفتح أوله وثالثه ومعناه : حبل ـ