٢ ـ وقال وهو يتحدث عن العدل المانع من الصرف : «وما ذكرته من أن المسموع اثنا عشر بناء هو المذكور في التسهيل» (١).
٣ ـ وقال في أثناء حديثه عن الجمع الذي لا واحد له من لفظه : «وهذا الرأي صححه ابن مالك في التسهيل» (٢).
مما سبق يتبين لنا كثرة نقول العلماء من هذا الكتاب ، وتأثيره فيما جاء بعده من كتب ، وما تلاه من مؤلفات في النحو.
باحث معاصر حقق الكتاب :
وفي التسهيل وقيمته بين كتب النحو يقول الدكتور محمد كامل بركات وقد حقق الكتاب المذكور (٣)
بعد هذه الموازنة السريعة بين أهم كتب ابن مالك النحوية : الكافية والألفية والتسهيل ، أرى في غير مغالاة أن التسهيل من أعظم كتب النحو أثرا وأدومها ذكرا منذ أخرجه ابن مالك إلى اليوم ، وها هي شروحه خير مؤيد لهذا الرأي ؛ فقد بقي التسهيل بجانب الألفية في جميع البيئات التي تعنى بدراسة العربية ـ مرجعا للنحاة ومقصدا للدارسين والباحثين. فعلى هذين المصنفين قامت دراسة النحو ، ومنهما اقتبست أعظم المؤلفات النحوية بعد ابن مالك : كالتذييل والتكميل وملخصه ارتشاف الضرب وهمع الهوامع للسيوطي وكتب ابن عقيل وابن هشام والأزهري والأشموني ومن خلفوهم في دراسة النحو حتى يومنا هذا لا نكاد نجد كتابا في النحو يخلو من التأثر بالألفية والتسهيل. ثم يستمر قائلا :
ولهذا كله أستطيع في غير تحرج أن أقرر أن التسهيل خير كتب ابن مالك النحوية ؛ إن لم يكن أعظمها جميعا بعد كتاب سيبويه. وأرجو أن يتهيأ للمهتمين بالدراسات اللغوية والنحوية الانتفاع بتسهيل ابن مالك كما تهيأ لهم الانتفاع بألفيته.
__________________
(١) المرجع السابق (١ / ٢٦).
(٢) الهمع (٢ / ١٨٥).
(٣) انظر (ص ١٠٠) من الكتاب المذكور (دراسة) طبعة وزارة الثقافة بالاشتراك مع المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب. نشر دار الكاتب العربي (١٩٦٧ م).