______________________________________________________
وكون الهمزة للتأنيث في غير هذه الأمثلة منتف بإجماع. (١) وإبدال همزة من حرف متطرف بعد ألف زائدة ثابت بإجماع (٢). والحكم على الهمزة المشار إليها بأنها مبدلة من الألف مانع من مفارقة الإجماع المذكور فتعين الأخذ به».
الوجه الثاني : «أن القول بذلك مكمل لما قصد من توافق هاء التأنيث وألفه ، وتركه مفوت لذلك فوجب اجتنابه. وذلك أنهم ألحقوا هاء التأنيث بألفه في التزام فتح ما قبلها وجواز إمالته وألحقوا ألفه بهائه في مباشرة المفتوح تارة وانفصالها بألف زائدة [١ / ١٠٧] تارة فسكرى نظير ثمرة ، وصحراء نظير أرطاة ، وتوصل بذلك أيضا إلى إبدال الألف همزة لتوافق الهاء بظهور حركة الإعراب.
وهذه حكمة لم يبدها إلا القول بأن الهمزة المشار إليها بدل الألف فوجب اعتقاد صحته».
الثالث : «أن الهمزة لو كانت غير بدل لساوت الأصلية في استحقاق السلامة في التثنية والجمع والنسب» (٣).
إذا تقرر هذا فالهمزة المشار إليها لما كانت بدل ألف كره بقاؤها في التثنية ؛ لأن وقوعها بين ألفين كتوالي ثلاث ألفات. فتوقى ذلك ببدل مناسب ، وهو إما واو وإما ياء فكانت الواو أولى ؛ لأنها أبعد شبها من الألف ، وإنما تركت الهمزة لقربها من الألف والياء مثلها في مقاربة الألف فتركت وتعينت الواو.
وأشار بقوله : وربّما صحّحت إلى آخره ـ إلى أن بعض العرب يبقي الهمزة ، وبعضهم يؤثر الياء لخفتها وكلاهما نادر (٤). ـ
__________________
(١) سقط من نسخة (ب) ، (ج) ست كلمات قبل الرقم.
(٢) أمثلة الألف حرف تأنيث : ليلى وحبلى وذكرى. وأمثلة إبدال الهمزة من الحرف المتطرف بعد الألف : سماء ودعاء ونداء.
(٣) فكان يقال بدلا من صحراوين وصحراوات وصحراوي : صحراءان وصحراءات وصحرائي كما يقال : قثاءان وقثاءات وقثائي بل كانت همزة صحراء أحق بالسلامة ؛ لأن فيها ما في همزة قثاء من عدم البدلية كما زعموا وتزيد عليها أنها دالة على معنى. وسلامة ما يدل على معنى أحق من سلامة ما لا يدل على معنى.
(٤) وعليه فنقول في الأول : صحراءان وفي الثاني : صحرايان ، وقال فيه الأشموني (٤ / ١١٢) : «وشذ حمرايان بقلب الهمزة ياء وحمراءان بالتصحيح. كما شذ قاصعان وعاشوران بحذف الهمزة