______________________________________________________
قلت : إذا كان لجبات وربعات إنما هما جمعان لمتحرك العين فكان الأولى أن يقول المصنف : واستغني في لجبات وربعات بجمع المتحرك العين عن جمع الساكنها ؛ فإن عبارته في المتن تقتضي أنهما جمعان للساكن العين. وإن العلة فيه تحريك عينهما في لغة أخرى وليس الأمر كذلك.
واختار قطرب فعلات في فعلة صفة كضخمة وضخمات قياسا على ما ليس صفة. ويعضد قوله ما روى أبو حاتم (١) من قول بعض العرب كهلة وكهلات بالفتح ، والسكون أشهر وأعرف (٢).
[١ / ١١٥] وأجاز أبو العباس المبرد أن يقال في جمع لجبة لجبات بالسكون (٣).
والتزم غير هذيل في نحو جوزة وبيضة سكون العين فسووا في ذلك بين الأسماء والصفات ؛ وأما هذيل فسلكوا بهذا النوع سبيل ما صحت عينه ، فقالوا : جوزات وبيضات ، كما قال جميع العرب : ثمرات وجفنات ، وقالوا في الصفات : جونات وعبلات بالسكون ، كما قال الجميع : ضخمات وصعبات.
وأما عيرات في جمع عير ، وهي الإبل التي عليها الأحمال ، فجائز عند جميع العرب ، مع شذوذه عن القياس ؛ لأنه مؤنث مكسور الفاء ، فلم يكن في تحريك يائه بفتحة بعد الكسرة ما في بيضات بتحريك الياء ؛ لأن تحريك الياء بعد فتحة يوجب إبدالها ألفا ؛ فتحريكها إذا كان أصلها السكون بعد فتحة تعريض لها إلى الإبدال ـ
__________________
ـ الضرب من الصفة. قال الفراء : إنّما حركوا ربعات ؛ لأنه جاء نعتا للمؤنث والمذكّر فكأنه اسم نعت به».
(١) هو سهل بن محمد ، أبو حاتم السجستاني البصري ، كان إماما في غريب القرآن واللغة والشعر ، أخذ عن أبي زيد الأنصاري والأصمعي وأبي عبيدة وقرأ كتاب سيبويه مرتين على الأخفش ، وأخذ عنه المبرد وابن دريد وغيرهما. توفي سنة (٢٥٥ ه).
مصنفاته : إعراب القرآن ، كتاب في القراءات ، ما تلحن فيه العامة ، وغير ذلك.
انظر ترجمته في : معجم الأدباء (١١ / ٢٦٣).
(٢) انظر : التذييل والتكميل (٢ / ٥٤). وشرح الأشموني (٤ / ١١٧).
وإنما حركوا في الاسم دون الصفة ؛ لأن الاسم أخف من الصفة فاحتمل الثقل والصفة ثقيلة ، فوجب لها الخفة بالسكون ، وبذلك يتعادلان.
(٣) في المقتضب (٢ / ١٩١) قال المبرد : «وأما قولهم شاة لجبة وشاء لجبات فزعم سيبويه أنّهم يقولون لجبة ولجبة وإنما قالوا لجبات على قولهم لجبة. وقال قوم : بل حرّك ؛ لأنه لا يلتبس بالمذكر ؛ لأنه لا يكون إلّا في الإناث. ولو أسكنه مسكّن على أنّه صفة كان مصيبا».