______________________________________________________
«فلو تقدمه اسمان أو أكثر نحو : قام زيد وعمرو كلمته ـ لتطرق إليه إبهام ، ونقص تمكنه في التّعريف» انتهى (١).
وعلى ما قرره لم تعرف رتبة الضمير المتطرق إليه الإبهام ما هي في التعريف ؛ والظاهر أنها دون رتبة الضمير السالم عن الإبهام ، وفوق رتبة المشار إليه (٢).
وقول المصنف : ثمّ المشار به والمنادى ـ قد تقدم أن المشار به دون العلم في الرتبة وأن المنادى في رتبته ؛ وقوله : ثم الموصول وذو الأداة تقدم أن ذا الأداة بعد المشار إليه في الرتبة ، وأن الموصول في رتبته. قال المصنف : «وهو بحسب صلته يتكمل تعريفه بكمال وضوحها وينقص بنقصانها» (٣) وكلامه في الشرح يشعر بتقديم الموصول في الرتبة على ذي الأداة [١ / ١٢٨](٤).
قال ابن عصفور ـ بعد أن ذكر أعرف المضمرات ـ (٥) : «وأعرف الأعلام أسماء الأماكن ، ثم أسماء الأناسي ، ثم أسماء الأجناس. وأعرف الإشارات ما كان للقريب ثم للمتوسط ثم للبعيد ؛ وأعرف ذي الأداة ما كان فيه للحضور ثم للعهد في شخص ، ثمّ للعهد في جنس. وأسماء الأجناس لا يعرف تعريفها من تنكيرها إلا بالاستقراء. فمما هو معرفة ابن آوى وابن قرة (٦) ، ومما هو نكرة ابن لبون وابن مخاض ، ومما جاء معرفة ونكرة ابن عرس.
وأما ابن أوبر فزعم سيبويه أنه معرفة لامتناعه من الصرف (٧) ، وقال المبرد : هو نكرة لدخول اللام (٨) عليه في قول الشاعر : ـ
__________________
(١) انظر : شرح التسهيل (١ / ١١٦).
(٢) في نسخة (ب) ، (ج) : المشار به.
(٣) شرح التسهيل : (١ / ١١٦ ، ١١٧).
(٤) وذلك لأنه تحدث عن ذي الأداة بعد الموصول في الشرح وعطف عليه بثم ، أما في المتن فعطفه بالواو ، وكان يعطف بثم عند الانتقال إلى الرتبة الأخرى. قال أبو حيان : وثبت في بعض النسخ ثم ذو أداة ، فجعل ذا الأداة في التعريف بعد الموصول. (التذييل والتكميل : ٢ / ١١٦).
(٥) شرح الجمل لابن عصفور (٢ / ٢٣٩).
(٦) ابن آوى : دابة صغيرة ، وابن قرة : ابن الضفدع ، وابن أوبر : كمأة صغيرة مزغبة في لون التراب.
(٧) الكتاب : (٢ / ٩٤) : يقول : هذا باب من المعرفة يكون فيه الاسم الخاص شائعا في الأمة ثم يقول : ومنه أبو جخادب وهو ضرب من الجنادب ، كما أن بنات أوبر ضرب من الكمأة وهي معرفة.
(٨) المقتضب : (١ / ٤٨ ، ٤٩) ثم خرج دخول الألف واللام عليه بأنها للمح الأصل مثلها في الفضل والعباس ، أو أن الكلمة صارت مثل هذا ابن عرس وابن عرس آخر.