______________________________________________________
قال : وأنشد السيرافي (١) :
١٨٤ ـ لو أنّ قومي حين أدعوهم حمل |
|
على الجبال الصّمّ لانهدّ الجبل (٢) |
أراد حملوا فحذف الواو اكتفاء بالضمة ثم وقف فسكن (٣).
قال الشيخ (٤) : «ويجوز أن يكون أخبر عن القوم إخبار المفرد ؛ لكونه اسم جمع ؛ فراعى اللفظ فيه كما يقال : الرّهط صنع والركب سافر ؛ فراعى الشّاعر المعنى في أدعوهم وراعى اللفظ في حمل».
وأنشد غير المصنف : ـ
__________________
(١) هو القاضي أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي النحوي. ولد بسيراف قبل سنة ٢٠٧ ه وفيها ابتدأ طلب العلم وخرج إلى عمان ، وتفقه بها ثم انتقل إلى بغداد وظل بها ، كان شيخ الشيوخ وإمام الأئمة معرفة بالنحو واللغة والفقه والشعر والعروض والقرآن والحديث والكلام. من أساتذته في اللغة ابن دريد ، وفي النحو ابن السراج ومبرمان ، وفي القراءة أبو بكر بن مجاهد ، والتقى بأبي الفرج الأصفهاني وهجاه أبو الفرج لمناقشة كانت بينهما :
لعن الله كلّ شعر ونحو |
|
وعروض يجيء من سيرافي |
وكان الرجل زاهدا عابدا خاشعا ذا دين وورع وتقوى.
من مصنفاته المشهورة : شرح كتاب سيبويه الذي حسده عليه أبو علي الفارسي ؛ وهو شرح كبير حققه زملاؤنا بكلية اللغة في عدة رسائل دكتوراه وطبع منه أجزاء بالهيئة العامة للكتاب. وله مؤلفات كثيرة أخرى غير هذا الشرح ، توفي أبو سعيد ببغداد سنة (٣٦٨ ه).
انظر ترجمته في بغية الوعاة (١ / ٥٠٧) ، معجم الأدباء (٨ / ١٤٥).
(٢) البيتان من الرجز المشطور وقائلهما مجهول وبعدهما وهو شاهد آخر :
شبّوا على المجد وشابوا واكتهل
أراد : اكتهلوا فحذف الواو اكتفاء بالضمة ثم وقف فسكن.
والشاعر يشكو قومه وتخاذلهم عنه مع أنهم أمجاد أبطال.
والبيت كالذي قبله في الشاهد ، وليس في معجم الشواهد ، وإنما هو في شرح الكتاب للسيرافي (٢ / ١٦٢) ، وفي التذييل والتكميل (٢ / ١٣٩) ، وفي شرح التسهيل (١ / ١٢٣) ، وفي شرح المفصل لابن يعيش : (٩ / ٨٠).
(٣) انظر شرح السيرافي على كتاب سيبويه (٢ / ١٦٢) تحقيق د / رمضان عبد التواب (الهيئة العامة للكتاب).
(٤) التذييل والتكميل (١ / ٤١٧).