______________________________________________________
وناقش الشيخ المصنف في أمرين :
أحدهما : كون قصر الخلاف على يونس ؛ لأن الكسائي والفراء يجيزان (١) وقد قرئ : أنلزمكمها (٢) بإسكان الميم ، قال : وكلام سيبويه يدلّ على أنّه مسموع ؛ فإنّه قال (٣) : وزعم يونس أنّك تقول أعطيتكمه كما تقول في المظهر ، والأوّل أكثر وأعرف. يعني بالأول ما قدمه من قوله : أعطيتكموه.
الثاني : قوله : فكان القياس أن يقال : أرانيهم الباطل شيطانا.
قال الشيخ (٤) : «هذا لا يصح ؛ فإن معناه عكس ما أراد عثمان رضياللهعنه ؛ لأنه كان يكون هو الذي رآهم شيطانا ؛ والمعنى أنهم هم رأوه شيطانا. فالقياس أن يقال في معنى ما أراد عثمان رضياللهعنه : أراهم إيّاي الباطل شيطانا. إذ هم الرّاءون قبل همزة التعدية [لا هو](٥) انتهى.
ـ الموضع الثاني (٦) : قوله : «وربّما استغني معه بالضّمّة عن الواو». والإشارة بذلك إلى أنه قد يقال في نحو فعلوا فعل فالضمير في معه عائد على الماضي.
وأنشد المصنف على ذلك :
١٨٣ ـ يا ربّ ذي لقح ببابك فاحش |
|
هلع إذا ما النّاس جاع وأجدبوا (٧) |
__________________
(١) كلمة يجيزان من النسخة (ج) ، وأما نسخة الأصل ونسخة (ب) فلم توجد فيهما في وسط الكلام ، ووجدت فيهما بالهامش من تصرف عالم أو كاتب قال : (لعلّه يجيزان).
(٢) سورة هود : ٢٨. قال الزمخشري : «وحكي عن أبي عمرو إسكان الميم ، ووجهه أن الحركة لم تكن إلا خلسة خفيفة ، فظنّها الراوي سكونا ، والإسكان الصريح لحن عند الخليل وسيبويه وحذاق البصريين ؛ لأن الحركة الإعرابيّة لا يسوغ طرحها إلّا في الشّعر» (الكشاف : ٢ / ٢٦٦).
(٣) انظر نصه في كتابه : (٢ / ٣٧٧).
(٤) أي الشيخ أبو حيان ، وانظر : التذييل والتكميل (١ / ١٣٤).
(٥) ما بين المعقوفين من شرح أبي حيان وهي زيادة موضحة.
(٦) أي من المواضع الثلاثة التي وعد بالحديث عنها ومناقشة المصنف فيها ، وذلك عند ما قال : ثم قد بقي الكلام على ثلاثة مواضع من كلام المصنف في المتن.
(٧) البيت من بحر الكامل غير منسوب في مراجعه. وقائله يهجو رجلا بخيلا يخاف سؤال الناس.
اللغة : لقح : بضمتين جمع لقوح وهي الحلوب. هلع : خائف فزع. أجدبوا : من الجدب وهو الفقر. وشاهده واضح. وانظر البيت في التذييل والتكميل (١ / ٤١٥) ، وشرح التسهيل (١ / ١٢٣) ، ومعجم الشواهد (ص ٣٧).