______________________________________________________
منها : «أن ضمير الغائبين إنما يأتي كضمير الغائبة إذا كان الضمير عائدا على جمع تكسير كما مثّله ؛ أما إذا عاد على جمع سلامة نحو الزيدين ، فلا يجوز أن يكون إلا بالواو ، ولا يقال الزيدون خرجت ، وظاهر كلام المصنف يدل على عموم الحكم في الجمعين» (١).
قال : «وإذا عاد الضمير على اسم جمع ، جاز فيه الجمع والإفراد ، نحو : الرهط خرجوا والرهط خرج» (٢).
ومنها : «أنه نفى الحجة من البيت الذي أنشده شاهدا على أن ضمير الغائبين يأتي كضمير الغائب وهو : فإني رأيت الصّامرين ... البيت».
قال : «لأنه يحتمل أن يكون متاعهم بدلا من الصامرين ، والخبر يموت ، كما تقول : إن الزيدين برهم واسع. وكنى عن نفاد متاعهم بالموت على سبيل المجاز ، والتقدير : فإنّي رأيت متاع الصّامرين يبيد ويفنى» انتهى (٣).
ولا يخفى ضعف هذا التخريج الذي خرجه الشيخ (٤).
ومنها : قوله ـ وقد أجاز سيبويه أن يقال : «ضربت وضربني قومك» ـ قال : «لم يجز سيبويه ذلك على الإطلاق ، ولا هذا الذي ذكره مقال سيبويه ، بل قال سيبويه (٥) : وإن قال ضربني وضربت قومك فجائز ، وهو قبيح أن يجعل اللفظ كالواحد ، كما تقول : هو أجمل الفتيان وأحسنه وأكرم بنيه وأنبله ؛ ولا بدّ من هذا ، لأنّه لا يخلو الفعل من مضمر أو مظهر مرفوع من الأسماء ، كأنّك قلت ضربني من ثمّ ، وضربت قومك ، وترك ذلك أجود وأحسن».
قال الشيخ : «فحكم سيبويه بقبحه ؛ وإنّما أجاز سيبويه ذلك على قبحه ـ
__________________
(١) التذييل والتكميل (١ / ٤٢٦).
(٢) المرجع السابق.
(٣) التذييل والتكميل (٢ / ١٥٠).
(٤) بل الضعف في تخريج ابن مالك. وأحسن منهما أن يقال : الصامرين مفعول رأيت ، ومتاعهم بالرفع مبتدأ ، وجملة يموت ويفنى خبره ، وهو مفرد لأن ما قبله مفرد ، وجملة الابتداء مفعول رأيت الثاني أو حالا من الفاعل ؛ وعليه يكون معنى البيت : رأيت الباخلين متاعهم يفنى وضده رأيت الكرماء متاعهم يبقى ، وهو معنى مجازي.
(٥) انظر : الكتاب (١ / ٧٩ ، ٨٠) ، والتذييل والتكميل (٢ / ٢٥١).