______________________________________________________
روي بكسر الكاف من أحلامكم» انتهى.
ثم إذا كسرت الهاء فلميم الجمع بعدها حالتان :
إحداهما : أن يكون بعدها ساكن ، فيجوز في الميم وجهان : الكسر وهو أقيس ؛ لأن الخروج من الكسر إلى الضم ثقيل ، ولأنهم قصدوا الإتباع. والضم وهو أشهر ، ولذا قرأ به أكثر القراء ومثال ذلك : (بِهِمُ الْأَسْبابُ)(١) ، (يُوَفِّيهِمُ اللهُ)(٢).
ولا يخفى أن حركة الميم قبل الساكن مختلسة ؛ لأن الإسكان لا يجوز لملاقاة ساكن بعدها ، والإشباع يؤدي إلى حذف الحرف لالتقاء الساكنين.
الثانية : أن يكون بعدها متحرك. فحقها الإشباع (٣) وهو أقيس ، والإسكان وهو أشهر نحو : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ)(٤) ، (تُشَاقُّونَ فِيهِمْ)(٥).
وإنما كان الإشباع أقيس لأن الضمير لما استعمل للمثنى ؛ زيد على اللفظ الذي للمفرد حرفان ، وهما الميم والألف ، ولما استعمل للجمع المؤنث زيد عليه نون مشددة ، ولا شك أنهما حرفان ، فوجب أن يزاد عليه حرفان. وإذا كان للجمع المذكر وهما الواو والميم : فمن أثبتها فعلى الأصل ، ومن قصد التخفيف حذف الواو وسكن الميم. ـ
__________________
ـ أهل النّظر مردود».
وبيت الشاهد في معجم الشواهد (ص ١٠٠) ، وشرح التسهيل : (١ / ١٣٤) ، والتذييل والتكميل : (٢ / ١٧٢).
ترجمة الشاعر : هو جرول بن أوس ، ولقب بالحطيئة لقصره ، كان من بني عبس ولكنه كان ينتسب إلى قبائل مختلفة أثناء تجواله. مدح الأشراف وأخذ عطاياهم. ومن بخل عليه هجاه. واشتهر بالهجاء لأنه هجا كل الناس حتى أباه وأمه ونفسه. مات سنة (٣٠ ه) ، فهو جاهلى إسلامي أسلم بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
حبسه عمر بن الخطاب لهجائه الناس ثم أخرجه من الحبس عند ما أرسل إليه (من البسيط) :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ |
|
زغب الحواصل لا ماء ولا شجر |
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة |
|
فاغفر عليك سلام الله يا عمر |
انظر ترجمته في الشعر والشعراء (١ / ٣٢٨). بروكلمان (١ / ١٦٨).
(١) سورة البقرة : ١٦٦. قال ابن خالويه في مثله : «قرئ بكسر الهاء والميم وبضمّهما ، وبكسر الهاء وضمّ الميم ثم احتجّ لكلّ». انظر الحجة في القراءات السبع له (ص ٨٠).
(٢) سورة النور : ٢٥.
(٣) أي مضمومة إتباعا لحركة الهاء قبلها.
(٤) سورة الأنفال : ١٦.
(٥) النحل : ٢٧. وأولها : (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ.)