______________________________________________________
منصوب وهو الهاء وقد اتفقا رتبة ولا يجوز فصل الضمير المنصوب أيضا.
وأشار المصنف بقوله : وربّما اتّصلا غائبين إذا لم يشتبها لفظا إلى أنه إن غاير الثاني الأول لفظا حال الغيبة جاز الاتصال لكنه ضعيف ، وبه يشعر قوله : وربّما ، واستدل المصنف على ذلك بما روى الكسائي من قول العرب : «هم أحسن النّاس وجوها وأنضرهموها». وقول مغلّس بن لقيط (١) :
٢٤٣ ـ وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة |
|
لضغمهماها يقرع العظم نابها (٢) |
(وأنشد الإمام بدر الدين بن مالك (٣) ... ـ
__________________
(١) هو مغلس ـ بضم الميم وفتح الغين المعجمة وكسر اللام المشددة ـ بن لقيط بفتح اللام وكسر القاف ـ ابن حبيب بن خالد بن نضلة الأسدي ، شاعر من شعراء الجاهلية ، كان كريما حليما شريفا. أورد البغدادي له قصيدة من جيد الشعر. وله قصيدة أخرى جيدة منها بيت الشاهد. وستذكر مناسبتها.
ترجمته في خزانة الأدب (٥ / ٣١١ ، ٣١٢) ، الأعلام (٨ / ١٩٦) ، معجم الشعراء (ص ٣٠٨).
(٢) البيت من بحر الطويل من قصيدة لمغلس بن لقيط يعاتب أخوين له ، وكان له ثلاثة إخوة مات أحدهم وكان به بارّا ، فأظهر الآخران عداوته فقال (معجم الشعراء للمرزباني : ص ٣٠٨) :
إذا رأيا لي غرّة أغريا بها |
|
أعاديّ والأعداء تعوي كلابها |
وإن رأياني قد نجوت تلمّسا |
|
لرجلي مغوّاة هياما ترابها |
وأعرضت أستبقيهما ثمّ لا أرى |
|
حلومهما إلّا وشيكا ذهابها |
وقد جعلت نفسي تطيب ... |
|
...... |
إلخ اللغة : الضّغمة : العضة بالناب ، ومنه قيل للأسد ضيغم. يقرع : يصيب. وهو في بيت الشاهد يذكر أن نفسه طابت ؛ لأن هذين الأخوين أصيبا بشدة كانا يتمنيانها له ، وظاهر المعنى أنه عضهما بنابه عضة قوية وصل أثرها إلى وجع في العظم.
الإعراب : جعلت نفسي تطيب : جعل واسمها وخبرها. لضغمة : متعلق بالفعل قبله. لضغمهماها : بدل مما قبله ، وهو هنا مصدر فاعله محذوف ومضاف إلى مفعوله ضمير المثنى العائد على أخويه ، وضمير الغيبة المؤنث الأخير مفعول مطلق. وجملة يقرع صفة للضمير وإن كان الضمير لا يوصف. والعظم : مفعول يقرع مقدم. ونابها : فاعله وضمير الغيبة فيه عائد على العضة.
واستشهد بالبيت على : أن الضميرين إذا اتحدا رتبة واختلف لفظهما جاز اتصالهما على ضعف ، وهو قوله : لضغمهماها.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٤٤) ، وفي شرح التسهيل (١ / ١٥١) ، وفي التذييل والتكميل (٢ / ٢٢٨).
(٣) بدر الدين : هو محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك ، كان إماما في النحو وفي علوم العربية كلها. أخذ عن والده ، ولما مات والده طلب من أهل دمشق أن يلي وظيفة والده ، لكن اللعب كان يغلب عليه وعشرة من لا يصلح