ولا تحصر هذه النقول لكثرتها وغزارتها وانتشارها في ثنايا الشرح كله ، كما أنه لم ينس لابن مالك شرح عمدة الحافظ أو الألفية وغير ذلك.
ثالثا : كتب ابن عصفور : وابن عصفور من النحويين الذين عرف قيمتهم ناظر الجيش ، أو وقف على كتبهم. وقد أعجب به ناظر الجيش وبآرائه أيما إعجاب ؛ فلا تكاد تخلو صفحة من ذكر ابن عصفور وآرائه وكتبه ونقول منها ليس سطرا أو سطرين ؛ وإنما صفحة أو صفحتان وبخاصة نقوله من شرح الإيضاح المفقود ، أو شرح المقرب الذي لم يعثر له على أثر ، أما المقرب ، وشرح الجمل ، والضرائر ، وغيرها من كتب ابن عصفور فحدث عنها ولا حرج ، من نقول كثيرة ووقوف على آراء هذا العالم الذي كان يجله ويفضله على غيره ، وعلى ابن مالك نفسه في كثير من الأحيان.
رابعا : كتب أبي حيان : وهذا علم آخر ، وكتبه من الذين اعتمد عليهم ناظر الجيش في شرحه ، كما اعتمد عليه في تلقي العلم مشافهة منه ، وقد كان لشرح أبي حيان للتذييل والتكميل نصيب أكبر من نقول ناظر الجيش ، وإعجابه به ورده لاعتراضات الشيخ على ابن مالك ، وشرح أبي حيان مصدر مهم من مصادر ناظر الجيش فقد أخذ أحسن ما فيه من آراء وأفضل ما فيه من مسائل وضمنها كتابه ، فوق رد الاعتراضات وغيرها. والشواهد الشعرية لناظر الجيش في كتابه هي شواهد أبي حيان. ولا يتميز شرح ناظر الجيش عن أبي حيان إلا بنقول مطولة من كتب المغاربة والأندلسيين مما لم يقف عليه أبو حيان أو يضمنها كتابه ، ولكتب أبي حيان الأخرى غير التذييل والتكميل كشرح الألفية ، والبحر المحيط وارتشاف الضرب ـ نصيب من شرح ناظر الجيش ؛ فقد كان ناظر الجيش يجل أبا حيان إجلالا كبيرا ، ويرى أنه عالم عصره ووحيد دهره في علم النحو والإعراب.
خامسا : كتب ابن الحاجب : يعد ابن الحاجب وكتبه من المصادر المهمة في شرح التسهيل لناظر الجيش ؛ فلا تعدم نقلا بين الحين والحين من شرح ابن الحاجب على المفصل أو كتابه المشهور المسمى بالكافية في النحو ، والشافية في