______________________________________________________
التي يذكرها موضوعة على أن يفسرها ما بعدها ، فرتبتها أن تكون مقدمة على المفسر.
وذكر أن الضمير يفسره ما بعده في ستة مواضع :
الأول : المجرور برب ، مثاله قول الشاعر :
٢٧٧ ـ واه رأبت وشيكا صدع أعظمه |
|
وربّه عطبا أنقذت من عطبه (١) |
الثاني : المرفوع بنعم أو شبهها يعني ببئس (٢) مثاله قول الشاعر :
٢٧٨ ـ نعم امرأ هرم لم تعر نائبة |
|
إلّا وكان لمرتاع بها وزرا (٣) |
الثالث : المرفوع بأول المتنازعين (٤) مثاله قول الشاعر :
٢٧٩ ـ جفوني ولم أجف الأخلّاء إنني |
|
لغير جميل من خليلي مهمل (٥) |
__________________
(١) البيت من بحر البسيط ، غير منسوب في مراجعه وهو في الفخر.
اللغة : واه : من وهى الحائط إذا ضعف وهم بالسقوط ، وهو مجرور برب محذوفة. رأبت : من رأبت الإناء أي شعبته وأصلحته. وشكيا : سريعا وهو صفة لمحذوف أي رأبا سريعا. صدع أعظمه : أي أصلحت حاله المائل الفاسد. العطب : بكسر الطاء الهالك ، وبفتحها بمعنى الهلاك.
والشاعر يفتخر بنجدته ، فهو يساعد المحتاج ويقف بجانب الضعيف ، ويصلح الفاسد من أحوال الناس.
وشاهده واضح من الشرح ، والبيت في شرح التسهيل (١ / ١٦٢) ، وفي التذييل والتكميل (٢ / ٢٦٧) ، وفي معجم الشواهد (ص ٦٣).
(٢) ويكون مفسره تمييزا مفردا كما مثل.
(٣) البيت من بحر البسيط ، نسبته بعض المراجع إلى زهير بن أبي سلمى. شرح شذور الذهب (ص ١٩١) ، شرح التسهيل لابن مالك : (١ / ١٦٣) ، التذييل والتكميل : (٢ / ٢٦٧).
وورد بلا نسبة في بعضها (حاشية الصبان : ٣ / ٣٢ ، التصريح : ١ / ٣٩٢).
والبيت فيه روح هرميات زهير التي كتبها في هرم بن سنان المزني والتي بقيت وذهب ما أخذه أجرا لها ، ومع ذلك فالبيت ليس في ديوان زهير.
اللغة : لم تعر نائبة : لم تنزل حادثة عظيمة. المرتاع : الفزع الخائف. وزرا : ملجأ وعونا ، والمعنى بعد ذلك واضح. وشاهده : عود الضمير المرفوع ، بنعم على متأخر لفظا ورتبة.
وذهب الكوفيون إلى أنه لا فاعل مضمر في نعم ، بل الاسم المرفوع بعد نعم (المخصوص) هو الفاعل بها. والبيت في معجم الشواهد (ص ١٤٣) ، وفي مراجع أخرى ذكرناها.
(٤) هذا عند البصريين ، وأما الكوفيون فيمنعونه : قال الكسائي : يحذف الفاعل ، وقال الفراء : يفسر ويؤخر عن المفسر. فإن استوى العاملان في طلب الرفع وكان العطف بالواو نحو : قام وقعد أخوك ـ فهو فاعل بهما.
(٥) البيت من بحر الطويل ، وهو في مراجعه غير منسوب مع كثرة الاستشهاد به.