الخضر (٢٦٠) ، المتوفى بالمدينة المنورة رحمهالله ، إلى غير ذلك منهم ، جزوا خيرا.
وممن ندينا أيضا بمكة المشرفة ، الأديب الظريف ، الشيخ عدنان بن عمر الكتبي ، فحضرنا جميعا عنده ، وبالغ في إكرامنا ، وكان رجلا كيسا ، له آداب زائدة ومعرفة كبيرة بمكارم الأخلاق ، والإحسان والفتوة جزي خيرا.
ومن الأعيان والرؤساء الذين أتونا زائرين بمكة المشرفة للتبرك بالشيخ ووفده ، واجتمعنا بهم وتذاكرنا مع بعضهم ، واستمد بعضهم من سيادة الشيخ ، الأمير شكيب أرسلان (٢٦١) ، وهو شهير في تلك الناحية ، بالعلم والبراعة ، وهو من كبار كتاب العالم ، وله خبرة كبيرة بعلوم التاريخ ، ومن تآليفه : «الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية» (٢٦٢) ومنتخب بديع لتاريخ ابن خلدون (٢٦٣) يشتمل على ما علق به على غوامض أبحاثه ، الشيخ محمد خليل بن عبد القادر اطيبة ، الشيخ جعفر بن صالح الكثيري من أرض حضر موت ، الشيخ محمد بن أمير جان بن غلام جان بن أمير الله ، من الأفغان ، وناصر السنة الشيخ مصطفى المحامي المصري مدرس
__________________
(٢٦٠) محمد الخضر : هو محمد الخضر بن مايابا الجكني ، من علماء الصحراء ، المبرزين ، حج وأقام في المدينة المنورة ، فكان مفتيا للمالكية بها ، اشتهر بخلافه مع التيجانيين ، وله مؤلفات في ذلك من أشهرها «مشتهى الخارق الجاني» وغيره ، توفي سنة ١٣٥٤ ه ١٩٣٥ م. أنظر ترجمته في بلاد شنقيط المنارة والرباط ص ٥١٨.
(٢٦١) الأمير شكيب أرسلان : عالم بالأدب والسياسة مؤرخ من أكابر الكتاب ، ينعث بأمير البيان ، ولد بلبنان سنة ١٢٨٦ ه ١٨٦٩ ، أقام بجنيف نحر ٢٥ سنة ، وعاد إلى بيروت فتوفي بها ودفن بالشويفات سنة ١٣٦٦ ه ١٩٤٦ م عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية ، أصدر مجلة بالفرنسية هي La nation arabe ، كما ألف عددا من الكتب في التاريخ والأدب والسياسة ، أنظر ترجمته في الاعلام ، ج ، ٣ ص ١٧٤.
(٢٦٢) الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية ، طبع منه مجلدان ، وهو في عشرة.
(٢٦٣) منتخب لتاريخ ابن خلدون ، هو ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون ، فيه مجموعة من التعليقات عليه ، وهو مطبوع ، أنظر بشأنه المرجع السابق.