بقدمي ما بين البيت والأعمد التي تليه من جهة اليمن ، فوجدته أربعة وستين قدما ، وقدمته من جهة المغرب فوجدته سيتن ، وقدمته من الشمال فوجدته ما بين الأعمد والحجر ثلاثين قدما ، وعرض الحجر ثلاثة أذرع بذراعي ، ومن انعطاف الحجر إلى الكعبة ، قدمته ، فوجدته أربعة وعشرين قدما ، وذرعته فوجدته اثنى عشر ذراعا ، وقدمته من جهة المشرق ، فوجدت ما بينه وبين مقام إبراهيم ثلاثين قدما ، ثم إن زاد هذا أو نقص عما قلت فالخطأ مني ، وإلا كان هذا ، فالتوفيق الصواب من الله ، لأني فعلت هذا في شيء من الازدحام لا يعلمه إلا الله ، ولا يدريه إلا من رآه ، نتوسل إلى الله بحقه ، ومن اشتاق إليه أو رآه أن يغفر لنا ما قدمنا من الذنوب ، وما أخرنا والصلاة والسلام على محمد صلىاللهعليهوسلم ومن تلاه». وقال جامعه عفا الله عنه : ولا شك أن الازدحام عند البيت أيام الحج لا يدريه إلا من رآه ، فلا يمكن لأحد هناك أن يسير على وجهه ساعة ، ولا يرى أين يضع قدمه ، فضلا عن أن يذرع تلك الأماكن أو يقيسها بقدمه ، وإنما هذه كرامة ظاهرة من كرامات شيخنا الشيخ ماء العينين التي خصّه الله بها.
حكاية شيخنا الشيخ ماء العينين مع النفر الذين لقيهم بمكة
ومثلها أيضا كرامته مع النفر الثلاثة الذين اجتمع بهم عند الكيزان الموضوعة في الحرم ، وتحدث معهم ما شاء الله ، ولم يأتهم شخص واحد تلك الساعة ، مع كثرة الناس وازدحامهم هنالك. وكيفية حكايته معهم كما سمعتها منه ، ورأيتها بخطه كاتبا رضياللهعنه ما نصه : «حكاية : قال كاتب هذه الحروف ، غفر الله له وأعاده من كل مخوف : إنه وقع لي زمنه بمكة الشرفة ، وهو عام أربعة وسبعين بعد المائتين والألف ، أني قمت بعد صلاة المغرب لأجدد الوضوء من الكيزان الموضوعة في الحرم للشرب والوضوء ، كما هو المندوب ، أي تجديد الوضوء ، فلما أتيت لبعضها ، وجدت عنده رجلا حينما جلست ، فسلمت عليه فرد عليّ السلام ، واشتغلت أنا وهو بالوضوء ، فإذا برجل آخر سلم علينا ، فرددت أنا عليهالسلام ، فإذا بآخر سلم علينا ، فرددت أيضا عليهالسلام ، فاشتغلنا بالوضوء ، فلما أكملناه سلمت عليهم أيضا جميعا ،