العرش العظيم أن يشفيك ، عافاه الله من ذلك المرض. وكان صلىاللهعليهوسلم إذا عاذ مريضا ، قال : اذهب الباس رب الناس ، واشف ، فأنت الشافي ، شفاء لا يغادر سقما. وأخبر صلىاللهعليهوسلم ، أن جبريل عليهالسلام ، رقاه بهذه الرقية : بسم الله أرقيك ، والله يشفيك من كل داء فيك ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ، وكان صلىاللهعليهوسلم يعوذ الحسن والحسين ـ رضياللهعنهما ـ فيقول : أعيذكما بكلمات الله التامة من شر كل شيطان رجيم وهامة ، ومن شر كل عين لامة. ويقول هكذا كان أبي إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل عليهماالسلام ، وروينا حديثا مسلسلا في قراءة آخر سورة الحشر مع وضع اليد على الراس ، أنها شفاء من كل داء ، إلا السام ، والسام هو الموت ، وقد جربناه مرارا عديدة ، فوجدناه حقا» (٥٧).
وقال ابن جزي أيضا في قوانينه قبل هذا بيسير ما نصه : «المسألة الخامسة .. يجوز تعليق التمائم ، وهي العوذة التي تعلق على المريض والصبيان ، وفيها القرآن وذكر الله تعالى إذا خرز عليها جلد ، ولا خير في ربطها بالخيوط. هكذا نقل القرافي ، ويجوز تعليقها على المريض والصحيح ، خوفا من المرض والعين عند الجمهور وقال قوم : لا يعلقها الصحيح ، وأما الحروز التي تكتب بخواتم وكتابة غير عربية ، فلا تجوز لمريض ولا لصحيح ، لأن ذلك الذي فيها يحتم أن يكون كفرا أو سحرا» (٥٨)
مطلب بعض ما يرقى به وفيه الكلام على الاكتواء
والحقنة وزيادة كلام على التمائم والحروز ونحوها
وقال الإمام أبو محمد بن أبي زيد القيرواني في رسالته ما نصه : «ولا باس بالاكتواء والرقى بكتاب الله وبالكلام الطيب ، ولا بأس بالمعاذة تعلق ، وفيها
__________________
(٥٧) قوانين الأحكام الشرعية ، ص ٤٨٦ ، ٤٨٧.
(٥٨) نفسه.