بوادينا في عدم التعلم ، ونساؤهم يلبسن الثياب السود غالبا كنساء بلادنا. ولا تجدهنّ إلا مستترات غير متبرجات ، ويستوي في ذلك أهل الثروة منهن والفاقة ، لأنا رأيناهنّ يسألن الصدقة لفاقتهن ، وهن على ذلك الحال ، وقد كن يتعرضن لنا ومعهن الصبيان ، فيقفن هنّ والصبيان بإزاء طريق السيارة حتى تمر بهم سائرة. فيقولون : ارم يا حاج ، ارم يا حاج ، يطلبون ما يرمى لهم من الصدقة ، وكانت الحجاج ترمي لهم الدراهم والخبز ، والتمر ، ونحو ذلك مما تيسر ، ولم نزل يومنا هذا نرمي لهم كلما تعرضوا لنا ، كلّ يرمي لهم ما أمكنه.
أبيات بين الشيخ محمد الإمام وجامع الرحلة في الحث على الصدقة
فرأى الشيخ محمد الإمام ابن شيخنا الشيخ ماء العينين جماعتنا وكأنها مسها ملل من الرمي لهم فقال لهم بديهة :
أحجّاج بيت الله ويحكموا فارموا
فاستجاز جامعه ما العينين ، فقلت بديهة :
ليمحي بما ترمونه عنكم الجرم
فقال الشيخ محمد الإمام :
[الطويل]
فمن رام بذر الأجر هذا محلّه |
|
ولا عذر إلا حيث يمنعك العدم |
فقال ما العينين :
على أنه لا عدم إن جئت هاهنا |
|
ولا يدرك المعنى سوى من له فهم |
فما زالت الجماعة ترمي بالصدقات جهدها ، لمن تعرض لنا من السائلين حتى