المسمى» الجوهر المنتخب في تنقيح أخبار من في المغرب من العرب» (٧٧) ، وهو تأليف لا نظير له في منواله ، وشبيه له في عزيز مناله ، لما جمع بالروايات الصحيحة ، واستقصى من خبر العرب الذين في المغرب الأدنى والأوسط والأقصى ، وكيفية دخولهم بلاد المغرب ، ولما ضم إلى ذلك من خبر بني معقل وبني حسان من عرب الصحراء من أرض المغرب والسوس الأقصى وبلاد الشناجطة وتلك الأصقاع ، وتحقيق نسبهم ، وبيان شعوبهم وقبائلهم ، وكيفية توصلهم إلى المغرب من جزيرة العرب على التدريج. فقد أجاد في الموضوع ـ أطال الله حياته ـ وأفاد ، وأتى بما يشفي الغليل من فوائد الاستطراد. قال ـ أدام الله بقاءه ـ بعدما أشبع الكلام في مقتضى كتابه المذكور ونثر فيه من البدائع ما يزري بالدر المنثور ، ما نصه : «هذا ولتعلم أن موضوع كلامنا ، هو معرفة أصول تلك القبائل العربية من حيث العموم ، وصحة نسبهم ، وكيفية إتيانهم للبلاد المغربية. وأما أسماء قبائلهم الآن فقد تغير أكثرها للأسباب التي قدّمنا أنها ينشأ عنها تغيير الأسماء ، لكن كل قبيلة أدرى بمن ترفع إليه نسبها من الأصول المتقدمة التي صحّ إتيانها للبلاد ، فيسأل عن كل قبيلة علماؤها ، والناس مصدقون في أنسابهم ، وسأذكر لك نموذجا من ذلك فيما يخص بنا آل الجيه المختار بصفتنا إدريسيين»
مطلب كلام المؤرخ ابن خلدون والسجلماسي
على أجدادنا الإدريسيين وسبب انتقالهم من وطنهم
قال ابن خلدون في تاريخه المسمى «كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر» ، حيث تكلم على الأدارسة : ليس في المغرب ، فيما نعلمه من أهل هذا البيت الكريم ، بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، من بلغ في صراحة نسبه ووضوحه مبالغ أعقاب إدريس من آل الحسن ، فكبراؤهم من أهل هذا العهد بفاس ، بنو عمران ، ولد يحيى الجوطي بن
__________________
(٧٧) «الجوهر النتخب في تنقيح أخبار من بالمغرب من العرب» كتاب في التاريخ والأنساب ، لا يزال مخطوطا ، توجد نسخته الأصلية بخزانة ابن مؤلفه الشيخ محمد المصطفى.