الزركي الشتوكي (١٠٨) ، فتوجهنا مدينة الطرفاية ، ووصلنا وقت العصر من يومنا ، ونزلنا عند دار الإمام الأستاذ الشيخ مربيه ربه ، فتلقانا هو ومن هناك من الأهلين بما لا مزيد عليه من الإكرام والإعظام ، وأظهروا الفرح والسرور بمقدمنا ، ووجدناه أعزه الله ، قد أخد هو ومن معه من ركب الحجيج أهبة السفر للحج والزيارة.
خطبة الشيخ مربيه ربه في نصيحة ووعظ وفده وقت استعدادهم للحج
فلما كانت ليلة الخميس القابلة ، جمع الإمام سيدنا الشيخ مربيه ربه من بالمدينة من ركب الحجيج المتوجه من الجهة الجنوبية الصحراوية في داره ، وأفاض عليهم ملاذّ الطعام والشراب ، ثم وعظهم وذّكرهم بما يجبعليهم من الطاعات والقيام بأداء ما افترض عليهم ، وأرشدهم إلى المواظبة على الأذكار والأوراد وترك مالا يعني من سفاسف الأمور ، والاشتغال بتعلم أحكام قواعد الدين ، خصوصا مناسك الحج الذي هم بصدده ، وذكّرهم بعض ما ورد من الآثار الدالة على فضله وكثرة أجره ، وحضهم على الإخلاص فيه وفي غيره من العبادات ، وعلى تقوى الله العظيم في السر والعلانية ، قال أعزه الله : واعلموا أنه لا ينال خير لا دنيويا ولا آخرويا إلا بالتقوى ، قال صلىاللهعليهوسلم : «التقوى رأس كل حكمة» (١٠٩) ، ثم قال أعزه الله : هذا حديث صحيح مفتتح بحرف الألف ، ولا بأس أن أذكر لكم أحاديثه ، كل واحد منها مفتتح بحرف من حروف المعجم على الترتيب ، زيادة في تعليمكم ، وحرصا على إفادتكم ، نفعني الله وإياكم بها وسائر العلوم ، فقال أعزه الله :
__________________
(١٠٨) هو بابا بن محمد يحظيه ولد محمد صالح بوصولة ، ولد سنة ١٩٠٧ ، ألقي عليه القبض سنة ١٩٥٣ بعد نفي محمد الخامس بتهمة التمرد ضد الاحتلال الإسباني ، فنقل إلى السجن بالجزر الخالدات ، وظل هناك إلى عودة محمد الخامس ، استشهد في إحدى معارك جيش التحرير ضد القوات الإسبانية ببلدة بريغت قرب مدينة إيفني في بداية سنة ١٩٥٨ ، عرف بالدين والتصوف ، وحفظ القرآن عن ذ. إبراهيم الدويهي.
(١٠٩) مختصر المقاصد الحسنة ، حديث رقم : ٣١٩.