مطلب اجتماعنا تلك الليلة بالنقيب ابن زيدان ، وذكر كتابه الذي بعث لنا
قبل ذلك وصحبته الأجزاء المطبوعة من تأليف الإتحاف ، وذكر جوابنا له
والقصيدة التي قرظنا بها كتابه المذكور
واجتمعت في هذه الليلة بكثير من أجلة العلماء ، وأئمة الفضلاء ويلامع الأدباء ، وفيهم العلامة الأستاذ الفقيه المشارك الأديب ، النبيه ، الشريف ، نقيب العائلة السلطانية ، السيد عبد الرحمان بن زيدان (٥٧) ، فقابلي بما لا يوصف من السرور والفرح بماقاتي ، ولم يفارقني تلك الليلة ولا أيامنا بالرباط بعد ذلك ، حتى ركبنا في السيارة معا إلى داره بمكناس ، فبالغ في إكرامنا والإحسان علينا ، ولبثنا عنده أياما في أحسن حال ، نبيت ونظل في المذاكرة العلمية والأدبية ، نتعاطى عنده كؤوس الإفادة من جميع الفنون ، وكان من أغزر الأشراف علما وأدبا ، وأوسعهم اطلاعا ، وأحلاهم مجلسا ، وأكرمهم نفسا ، وأقومهم نهجا ، فحمدنا الله على ما منّ به من اجتماعنا ، لأن كل واحد منا كان معلق البال بلقاء الآخر ، وقد كان بعث لي كتابا عام ١٣٥٥ ، ومعه خمسة أجزاء ، تمّ طبعها من تاريخه المسمى «إتحاف أعلام الناس» ، ونص ما كتبه لي :
«الحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ، من عبد ربه خديم العلم والعلماء عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان بن علي بن محمد بن عبد الملك بن زيدان بن فخر الملوك وجد سلاطين المغرب الأقصى السلطان إسماعيل الأكبر ، دفين مكناسة الزيتون ، إلى حبه صاحب الفضيلة والنبل ، العلامة ابن العتيق ، آدام الله إجلاله وإكباره وسؤدده وفخاره ، وأمنه ورعاه ، وأمنه ورعاه وزاد في
__________________
(٥٧) عبد الرحمان بن زيدان : ولد بمكناس سنة ١٨٧٣ ، تلقى دراسته الأولى في مكناس وزرهون ثم ارتحل إلى المشرق ، تولى نقابة الإشراف بمكناس وزرهون ، توفي بمكناس سنة ١٩٤٦ ، خلف عدة آثار أدبية منها : «إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس» و «الدرر الفاخرة بمآثر العلويين بفاس الزاهرة» و «العز والصولة في معالم نظام الدولة» ، وكثيرا من الأشعار ، أنظر ترجمته في : الشعر الوطني المغربي في عهد الحماية ، ص ٢٢٠. أهم مصادر التاريخ والترجمة أحمد المكناسي ص ١٣.