القائد إدريس بن يعيش.
كتابه إلى السلطان المولى الحسن والقصيدة التي أودعها في
مدحه واستدعائه إلى إسعافه بما قدم له من أمر الحج
وقد ظفرت بكتاب له رحمهالله بخط يده ، وكتبه للسلطان مولاي الحسن وأودعه قصيدة من إنشائه في مدحه ، يستدعي إسعافه بأمر الحج الذي قدم لأجله ، ونص كتابه ، رضياللهعنه ها هو : «بسم الله الرحمان الرحيم ، وصلى الله على النبي الكريم ، الحمد لله وحده ، الحمد لله الذي خلق بعض عبيده لحوائج الأنام ، وقوّى بهم في أقطار البلاد الإسلام ، وألهمهم الشكر على ذلك أحسن الإلهام ، فصرفوا في وجهه ما أسدى لهم من الإنعام ، والسلامان على من ختم به الرسل الكرام ، وعلى آله وأصحابه بدور الظلام ، ونصر الله مولانا وأيده ، ومد في جميع البلاد يده وأظهر به الحق وحققه ، وأزهق به الباطل ومزّقه ، وأطال حياته في التنعيم وحفظه من كل آفة إلى دخول النعيم ، ولا زالت شمس عدله مشرقة ، والعظماء من إجلاله مطرقة ، وبعد فإليه من الكاتب ، سلام أعلى من المشتري والكاتب ، سلام لا يخطر مثله على الأفهام ، ولا تخطه في المهارق الأقلام ، ورحمة وتحية ، كسيرته الزكية ، موجبه ، ليكن في كريم علمكم أني قدمت أنا وأخ لي إليكم ، نريد أن يتفضل الله علينا بالحج في هذا العام ، وزيارة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقد علمنا أن الوقت ضاق ، لكن يعمى عن ذلك المشتاق ، وقد كنتم الوسيلة إلى ذلك ، والمعينين على كل ما نالك ، فتوكلنا على الملك القهار ، وألقينا لديكم عصا التسيار ، ولا سبب لنا إلى ما نؤمله إلا أن تفعل بنا ما أنت أهله ، والله يجزيك عنا وعن جميع المسلمين بأحسن ما تجازي به أمراء المومنين ، ثم إني أتوجه إليك بجدك صلىاللهعليهوسلم ، وأن تدعو الله لي بتيسير ما أبديته وما هو مكثتم ، وأن تدعو لي بكمال العبودية ، ومشاهدة كمال الرّبوية ، وأن لا تخزجني أبدا من همتك ، وليكن في كريم علمك أنني من أهل وصيتك ، والسلام كما بدأ يعود ، ما عبد عابد للمعبود ، وقد جعلت هديتي شيئا من الشعر ، سمحت به قريحتي ، وإنه في حقكم ليسير ، لكن جهد المقّلّ كثير ، والتزمت فيه