تلك البلاد ، باستدعاء منهم لذلك رغبة في بركتهم ، فنالوا في بلاد الحوض وجاهة كبيرة وقدرا عظيما ، وصار لهم الحوض وطنا من ذلك التاريخ إلى الآن ، ولم يخرج أحد منهم عنه في علمنا ، ولم ينتجعوا بلادا سواه إلى زمن جدنا الأدنى ، شيخنا الشيخ محمد فاضل ، فأظهر الله تعالى على يديه من الفضل ما هو مشهور.
مطلب سبب توطن شيخنا الشيخ ماء
العينين بلاد الساحل وأخيه الشيخ سعد بوه القبلة
فصدر بعض أساتذة أبنائه الأفاضل وقربائه الأماثل إلى البلاد لنفع العباد ، فصدر والدنا الشيخ ماء العينين لبلاد الساحل والمغرب ، وصدر شيخنا الشيخ سعد بوه إلى البلاد المعروفة بالقبلة وما والاها من بلاد السودان ، وممن انتقل من قبيلتنا من الحوض في ذلك التاريخ ، ابن عمنا الأستاذ الشيخ محمد فاضل بن محمد ، يجمعنا معه الجد الأكبر الجامع للقبيلة الجيه المختار ، فإنه انتقل إلى البلاد المعروفة بأدرار واستوطنها ، ففتح الله عليه من فضله ، وسوّى بهم من خلقه ما هو مشاهد بالعيان ، فصارت هذه البلاد المذكورة من حينئذ بمثابة الوطن لنا ولمن أتى من القبيلة والإخوان ، والحمد لله تعالى على ما أولانا من فضله في كل زمان.
هذا وإنما ذكرت لك هذه الفذلكة لتكون لك نموذجا على أمرين أحدهما أن كل أحد أدرى بما يختص بأسلافه وعشيرته ، ويعلم من أخبارهم وشؤونهم ما لا يعلم الغير ، والأمر الثاني ، ليتبين لك كيفية تبديل الأسماء على التدريج ، فقد ترى جدنا الجيه المختار يعرف بالجلجمي ، ثم صار أصلا لقبيلة آل الطالب المختار ، فصارت القبيلة لا تعرف إلا به ، ولا تحتاج إلى سواه إلى زمن جدنا شيخنا محمد فاضل ، فقد أعطاه الله من الشهرة ما استغنى به عن التعريف بالقبيلة ، وصار كل من انضم إليه من الأتباع والمتعلقات والجيران يعرف به وينسب إليه ، وكذلك هذه البلاد التي نحن فيها ، لا يحتاج أحد من أتباع شيخنا الشيخ ماء العينين ـ أحرى من نسبته ـ أن يرفع نسبه إلى أحد سواه ، بل يكفيه من التعريف أن يقول أنا من آل الشيخ ماء العينين.