الله تعالى أن ينعم بكماله ، فأتسلى بكتاباته المفرحة ، وإن كانت تثير كوامن الأشواق المبرحة ، إلى أن قدم علينا الأستاذ القدوة ، الشيخ عبدات (٦٧) ابن شيخنا الشيخ ماء العينين في الثاني عشر من شوال في العام المذكور الذي هو عام ١٣٥٧ وصحبته كتاب من عند أخيه سيدنا الشيخ مربيه ربه ، بعثه إلي متضمنا استقدامي على حضرته الشريفة بالطرفاية ، ومخبرا بأن حان الوقت المنتظر ، وأني آخذ في أهبة السفر ، فتكاملت بحمد الله أفراحي ، وذهبت أحزاني وأتراحي ، وحمدته تعالى حق حمده على ما أنعم به من فضله مما لم أكن له أهلا ، ورجوته أن يجعل بفضله كل صعب لنا سهلا ، وأن يتولاها ، ويتولانا ، ويوفقنا في جميع الأحوال ، ويبلغنا جميع المئارب والآمال وتيامنت بإتمام هذا الأمر على الوجه الأحسن الأتم لمجيء الكتاب بعد أن أتممت قصيدة كنت أنشئها في مدحه صلىاللهعليهوسلم ، وهي (٦٨) :
٢١ قصيدة في مدحه صلىاللهعليهوسلم لصاحب الرحلة أنشأها أيام تهيئه للحج
[الطويل]
ألا من لعين عز وجدا هجودها |
|
وهان عليها بالمدامع جودها (٦٩) |
تفيض لذكر الفيضتين بعبرة |
|
كأني إذا كفكفتها أستزيدها (٧٠) |
__________________
(٦٧) الشيخ عبدات : هو محمد عبد الوهاب الملقب الشيخ عبدات بن الشيخ ماء العينين ، ولد في رمضان عام ١٣٠١ ه ١٨٨٣ م ، وكان من الصلحاء الموفقين والعلماء المشاركين ، وكثيرا ما كان والده الشيخ ماء العينين يرسله نائبا عنه إلى وجوه القبائل ، شرح كتاب والده «كفاية النبيه في فرض العين» شرحا حسنا ، استقر آخر حياته قرب طنطان ، وظل هناك إلى أن توفي سنة ١٣٦٨ ه ـ ١٩٤٨ م ، أنظر : سحر البيان في شمائل شيخنا الشيخ ماء العينين ، و ١٣٥ ، مخطوط.
(٦٨) مجموع اسلم ، و. ١١٠.
(٦٩) هجودها : نومها
(٧٠) كفكفتها : رددتها ، الفيضتين : اسم مكان بطاطا.