زيارة قائد المشور وأخيه لنا وصحبتهم بعض التحف لنا
وفي يوم الجمعة الخامس عشر من ذي القعدة أتانا المريد الواصل ، العابد الفاضل ، قائد المشور السيد محمد المصطفى بن القائد ادريس على عادته ، لأنه كان قلما يفارقنا ليلا ولا نهارا ، وقدم لنا ـ آل شيخنا الشيخ ماء العينين ـ هدايا كثيرة ، دراهم وطعاما ولباسا ، وخص الشيخ مربيه ربه والشيخ محمد الإمام وكل واحد منا بما يناسب حاله ومقامه من هديته ، ومن ذلك أنه أهدى لكل منا كسوة تامة على وصفها المعروف في البلاد الغربية ، وكذلك أهدى لكل واحد منا لباس الإحرام على حاله المشروع المعروف ، حتى النعلين ، إلى غير ذلك مما هو كثير ، تقبله الله منه ، وجزاه عنا أحسن جزائه ، وكذلك فعل أخوه المريد الخاشع الباشا السيد محمد فاضل ابن القائد ادريس ، فإنه أتانا بهدايا كثيرة لكل واحد منا على حسب حاله ، ومنها الكسوة المعروفة لكل واحد منا ، وقلما يفارقنا ، وكذلك أخوهما خليفة قائد المشور الولي ، (٢٠٣) فقد أحسن معنا ، جزى الله الجميع خيرا.
ذكر مسيرنا من تطوان إلى سبتة لركوب باخرة الحج
وفي صبيحة يوم السبت السادس عشر من ذي القعدة الحرام ، سافرنا من مدينة تطوان قاصدين مدينة سبتة بقصد ركوب الباخرة نحو الحرم الشريف ، فركب الشيخ مربيه ربه السيارة وأهل بيته ، وأما سائر الوفد ، وفيه صنوه الشيخ محمد الإمام ،
__________________
(٢٠٣) محمد الولي : ولد بتطوان سنة ١٩٠٠ ، لما كان إدريس بنعيش البخاري باشا عليها ، درس اللغة العربية بفاس ، ثم انتقل مع أخيه الباشا محمد الفاضل إلى العرائش سنة ١٩١٠ حيث درس الإسبانية ، عمل مترجما بإدارة الجمارك بنفس المدينة ،؟؟؟ قائدا للمشور الخليفي بعد وفاة أخيه محمد المصطفى ، ثم أحيل على المعاش بعد إلغاء دار الخلافة ، توفي سنة ١٩٦٨ ودفن جوار أخيه بالزاوية الحراقية. معلومات زودني بها مشكورا الحاجب الملكي السيد علي بنعيش.